محمد الملا يستنكر توقف معاملة أحد ‬النشطاء السياسيين الشرفاء الذى يحتاج ابنه‮ العلاج بالخارج بسبب مواقفه المعارضة، يروى نموذجا لفساد إحدى الشركات
زاوية الكتابكتب أكتوبر 4, 2009, منتصف الليل 746 مشاهدات 0
محمد الملا
ديك ودجاجة
وصلنا الى قمة الفساد، فقد أخبرني أحد كبار رؤساء النقابات السابقين عن صفقة شركة عرضت عليه مليوني دينار مقابل سكوته للأبد لأنه كشف حجم فسادها وتلاعبها بالمال العام وأملاك الدولة بمساعدة الأذناب الكثيرين بأحد الأجهزة التنفيذية، لكن لخوفه من الله ولرغبته أن يعيش نزيهاً رفض هذا العرض المشبوه، واليوم أكد أحد كبار المسؤولين بالدولة في تقريره الصادر من مجلس الوزراء أن هذه الشركة تجاوزت وسرقت مساحة مليوني متر مربع في منطقة أمغرة وتم استغلالها وتأجيرها لعدة سنوات بمساعدة قيادات حالية وسابقة مهدت لتوقيع العقود وزيادة مساحات التأجير المسروقة التي كانت ومازالت تحت عيون ورقابة قانون الأسياد والعبيد، وتم نقل معلومات مغلوطة عن هذا الموضوع إلى سمو رئيس مجلس الوزراء، وللأسف السرقة ساطعة كالشمس ولكن لا يريد أحد أن يتكلم عنها لوجود كبار وراءها يدافعون عنها في كل المحافل، خاصة إذا كان أحد محاميها من رجال التيار الاسلامي، ولإخفاء معالم الجريمة تم نقل هذه الشركة ومخالفاتها لمنطقة اخرى وتطبيق مبدأ عفا الله عما سلف، أما مبالغ التأجير المسروقة لمدة سنوات طويلة مضت لمصلحة الشركة فلننسها وحلال على الشركة ومبروك هدايا العمولات للمسؤولين السابقين والحاليين.
وما أدهشني وجعل قلبي يتفطر حزناً عندما أخبرني أحد النشطاء السياسيين الشرفاء بأن ابنه يعاني من مرض خطير، ويحتاج الى العلاج بالخارج، ومعاملته شبه موقوفة بسبب مواقفه المعارضة، لبعض سياسات الحكومة، ولكشفه لسرقات الاعمام، وعليه ان يكون تابعاً حتى ينعم ببعض خيرات هذا البلد، فانصدم هذا السياسي من ملاحظة أحد المسؤولين بالعلاج بالخارج الذي قال له في النهاية إنها مزحة، ولكن قلبه حدثه إنها رسالة واضحة المعالم والأهداف وحيف عليك يا بلد.
كيف لوطن أن يتقدم وراتب النائب الشريف بالمجلس لا يتعدى الألفي دينار، وهناك نواب اخرون تأتي إليهم الاموال وكأنها أنهار مقابل مواقف مخزية؟ ومسؤول فاسد وطنبور طين متفرغ لطرارة المهمات الرسمية وادخال المواد المخالفة للبلد بحجة تعهد الشركة بعدم استيرادها مرة اخرى ومدخوله الشهري يتجاوز العشرة آلاف دينار بفضل الكرسي، ويدعي انه الشرف نفسه ويتناسى ما فعلت يداه بحق هذا البلد ولدينا من شاكلته كثيرون لا حصر لهم يطبقون مبدأ الديك أمام الشعب والدجاجة أمام الأسياد.
والحل ببساطة، لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وبتتطبيق مبدأ المحاسبة وإبعاد مصالح بعض التجار عن الجهاز التنفيذي يمكن ان يتعدل الحال المائل، ونسأل الله سبحانه أن يصلح الحال.
والحافظ الله يا كويت
تعليقات