الأمير محمد بن سلمان لترامب: نرغب باستثمار 600 مليار دولار في أميركا
عربي و دولييناير 23, 2025, 11:54 م 542 مشاهدات 0
أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في وقت متأخر من ليل الأربعاء ـ الخميس، اتصالاً، بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، هو الأول لزعيم أجنبي منذ عودة رجل الأعمال الجمهوري إلى البيت الأبيض يوم الاثنين الماضي.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس)، في خبر نشرته أمس، إن بن سلمان أبدى رغبة المملكة في تعزيز استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب الثانية بمبلغ 600 مليار دولار على الأقل.
وذكرت الوكالة أن بن سلمان هنأ ترامب خلال الاتصال بمناسبة أدائه اليمين الدستورية وتوليه رئاسة الولايات المتحدة، وبحث الرجلان سبل التعاون بين المملكة والولايات المتحدة لإحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب.
وأضافت أن الاتصال تناول بحث تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، حيث أشار ولي العهد السعودي إلى «قدرة إدارة الرئيس ترامب بإصلاحاتها المتوقعة في الولايات المتحدة على خلق ازدهار اقتصادي غير مسبوق تسعى المملكة للاستفادة من فرصها المتاحة للشراكة والاستثمار، مؤكدا رغبة المملكة في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة بمبلغ 600 مليار دولار مرشحة للارتفاع حال أتيحت فرص إضافية».
وعبّر الرئيس الأميركي عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد على تهنئتهما، مؤكدا حرصه على العمل مع قيادة السعودية على كل ما من شأنه خدمة مصالحهما المشتركة، بحسب «واس».
كما بحث بن سلمان الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس الوزراء السعودي مع وزير الخارجية الأميركي الجديد ماركو روبيو مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.
وقالت «واس»، أمس، إن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي تلقاه بن سلمان من روبيو استعرضا خلاله العلاقات الثنائية بين بلديهما ومجالات التعاون المشترك وسبل تطويرها، وناقشا فيه أيضا عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، الى أن روبيو ناقش مع بن سلمان «قوة الشراكة الأميركية السعودية في هذا الوقت من التغيير الهائل»، معربا عن تطلعه إلى «تعزيز المصالح المشتركة في سورية ولبنان وغزة وما وراء ذلك، كما شدد على التهديدات التي تشكلها إيران ووكلاؤها».
ولفت البيان الى ان الرجلين «ناقشا فوائد الشراكة الاقتصادية الأميركية - السعودية والفرص المتاحة لتنمية اقتصاداتهما في مجموعة متنوعة من المجالات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي»، وأعرب روبيو عن تقديره لشراكة المملكة وجهودها لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين.
وعززت تصريحات بن سلمان التكهنات بأن السعودية ستكون محطة للزيارة الخارجية الأولى لترامب، كما حدث خلال الولاية الاولى.
وكان ترامب قد أعرب قبل يومين عن استعداده لجعل السعودية وجهته الخارجية الأولى، «إذا اشترت منتجات أميركية مقابل 450 مليار أو نصف تريليون دولار». ولم يتحدد بعد موعد زيارة ترامب الخارجية، حيث أعرب عن استعداده لزيارة الصين، والجلوس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إذا أراد إجراء مفاوضات السلام بشأن أوكرانيا.
كذلك، بحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد، خلال اتصال هاتفي أمس مع روبيو، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة.
ووفق وكالة أنباء الإمارات (وام)، هنأ الوزير الإماراتي روبيو، بمناسبه تعيينه وزيراً للخارجية، وأعرب عن تطلعه للعمل معه بما يعزز أواصر علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، ويسهم في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة ويدعم السلم والأمن الدوليين.
وأشار الوزير الإماراتي إلى أن العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة ديناميكية ومتطورة، وترتكز على تاريخ طويل من التعاون الوثيق والبنّاء، الذي يخدم مصالح وأهداف البلدين المشتركة، ويدعم جهود التنمية والازدهار لشعبيهما.
كما استعرض الجانبان، خلال الاتصال الهاتفي، مجمل الأوضاع في المنطقة والتطورات الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة التطرف والكراهية، ونشر قيم التسامح والتعايش، ودعم مسار السلام والاستقرار والتنمية في المجتمعات.
الحوثيون إلى «لائحة الإرهاب»
إلى ذلك، وقّع ترامب أمرا تنفيذيا يعيد تصنيف المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن «منظمة إرهابية أجنبية»، وفق ما أعلن البيت الأبيض أمس الأول.
وكان الرئيس السابق جو بايدن بعد توليه منصبه عام 2021 قد ألغى هذا التصنيف الذي وقّعه ترامب قبيل انتهاء ولايته الأولى، لكنه أعاد العام الماضي إدراج الحوثيين، في قائمة «الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص»، وهو تصنيف أقل حزما يسمح بدخول المساعدات الانسانية إلى اليمن، وذلك بعد انخراطهم في الحرب ضد اسرائيل بعد أحداث 7 أكتوبر 2023.
وتهدف الخطوة التي اتخذتها إدارة ترامب إلى إعادة فرض التصنيف الأكثر تقييدا لـ «المنظمات الإرهابية الأجنبية».
وأورد الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب أن الحوثيين «شنوا هجمات كثيرة على بنى تحتية مدنية، بينها هجمات عدة على مطارات مدنية في السعودية»، بالإضافة إلى إطلاقهم «أكثر من 300 مقذوف على إسرائيل منذ أكتوبر 2023». لكن التصنيف الجديد قد يستغرق أسابيع قبل دخوله حيز التنفيذ.
بوتين والحوار المحترم
من ناحية أخرى، قلل «الكرملين»، أمس، من اهمية تهديدات ترامب الأخيرة بفرض عقوبات جديدة على روسيا، مؤكدا في الوقت نفسه أنه منفتح على الحوار.
وقال الناطق باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، ردا على استفسار صحافيين حول تهديدات ترامب أمس الأول بفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم تتوصل إلى حل النزاع مع أوكرانيا بسرعة «لا نرى أي شيء جديد (...) نحن مستعدون للحوار، حوار على قدم المساواة وباحترام متبادل».
ومنذ فوز الملياردير الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأميركية، تنتظر الدول الغربية وروسيا وأوكرانيا معرفة موقف سيّد البيت الأبيض الذي لا يمكن التنبّؤ بخطواته، خصوصا فيما يتعلّق بالمساعدات العسكرية الأميركية الأساسية لأوكرانيا والتنازلات التي سيطالب موسكو وكييف بها، لا سيّما أنه يجاهر بحسن علاقته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأعرب بوتين، من جهته، عن استعداده لمقابلة أو مناقشة مع نظيره الأميركي.
تعليقات