د.فيصل الشريفي يثني على الشيخ أحمد الفهد، مؤكدا أن الكل يتجنب مواجهته لأنه سيخرج خاسراً، لقدرته على الحشد والمواجهة

زاوية الكتاب

كتب 1224 مشاهدات 0




الشيخ أحمد
أ. د. فيصل الشريفي
 
التناقض والمطب الكبير الذي يقع فيه فريق المهاجمين هو عدم قدرتهم على المواجهة المباشرة، حتى وصل الأمر بالشيخ أن يذهب إليهم وفي عقر دارهم ليسمع مباشرة دون استراق السمع أو البصر، وإذا بهم وكأن على رؤوسهم الطير أو مارد أثقل ألسنتهم، وهو واقف أمامهم غير مكترث بما سيقال.

لم أرَ أحداً مثيراً للجدل كشخص الشيخ أحمد الفهد، ينقسم الحضور فيه إلى فريقين: مؤيد ومعارض، يجتهدون في ذكر التفاصيل الدقيقة التي يعرفونها عنه.

فريق المدافعين يرى في الشيخ القدرة على اتخاذ القرار والمبادرة وروح التحدي وديناميكية مستمرة ممزوجة بروح الشباب، علاوة على المناورة وامتلاك حجة خطابية وعلاقات اجتماعية مع كل أطياف المجتمع (معادلة صعبة إن جاز التعبير).

هذه الصفات أدخلت الشيخ أحمد في الحكومة وكنائب لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الإسكان والتنمية، وهذا المنصب هو بيت القصيد، وهو ما سنتناوله في سياق مقالنا.

فريق المهاجمين يتهم الشيخ بأنه وراء مشاكل الإعلام والنفط والرياضة، وربما الصحة، وهم يجيدون الهجوم عليه كلما أتيحت لهم الفرصة، خصوصا في فترة ابتعاده عن الوزارة، لاحظ عزيزي القارئ عند ابتعاده عن الوزارة وهذا بالضبط ما يخدم المدافعين عنه.

التناقض والمطب الكبير الذي يقع فيه فريق المهاجمين هو عدم قدرتهم على المواجهة المباشرة، حتى وصل الأمر بالشيخ أن يذهب إليهم وفي عقر دارهم ليسمع مباشرة دون استراق السمع أو البصر، وإذا بهم وكأن على رؤوسهم الطير أو مارد أثقل ألسنتهم، وهو واقف أمامهم غير مكترث بما سيقال.

هذا ما كنا نراه ونتابعه عبر الصحف والدواوين، أما اليوم فالكل يتجنب أو يتحاشى الشيخ أحمد عارفاً أنه سيخرج خاسراً الجولة إن دخلها معه قبل أن تبدأ، سواء بقدرته على الحشد أو المواجهة.

اليوم الشيخ يحمل أكبر الملفات ثقلاً وهو البرنامج الحكومي الذي يتطلع إليه الشعب بفارغ الصبر، وهو البرنامج الذي بدأ النواب برصد الملاحظات والتحفظات عليه من الآن دون انتظار مدى تعاون أو مرونة الحكومة في إنجازه، وكأنا بحال لسان «بو فهد» يستعير بيتين للشاعر عمرو بن كلثوم:

أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبرك اليقينا

بأنا نورد الرايات بيضاً ونصدرهن حمراً قد روينا

 ومع ملاحظة أن ليس من بين النواب من يكنى بـ«أبي هند» إلا أن أبا فهد حفظ البرنامج عن ظهر قلب، مشخصاً الواقع مقروناً بما ستكون عليه الكويت في حال إقراره من مجلس الأمة إن كتب له الاستمرار، أو عدم إلهائنا بمسائل وخصومات جانبية تدخلنا في دوامة أخرى من دوامات التأزيم.

هذه فرصة حقيقية لتقييم النواب من خلال ما يقدمونه من اقتراحات تزيد فرصة النجاح للبرنامج الحكومي والمحاسبة في آن واحد، وسيصفق لكم الشعب له طويلا، وسيسجل تاريخ الكويت إنجازا غير مسبوق في الحياة البرلمانية.

هذه الدعوة لا تعني أبداً عدم محاسبة المقصر فأنتم يا أعضاء الأمة مسؤولون أمام الله والأمير والشعب بأن تذودا عن مصالحه.

دعوة أخرى للحكومة بأن تبدأ بتقديم برنامجها والتسويق له من خلال وسائل الإعلام المختلفة لتعرفه، ولتتعرف على أخطائه دون غضاضة ودون تعنت لأنها تجربة لا يمكن أن نراها تنهار بعد كل هذا الانتظار، فعلى من يضع العراقيل أن يتجه للشيخ أحمد.

نجاح الحكومة في إقرار البرنامج سيزيد من ثقة الشعب بها وسيبدد أحلام المتآمرين على الديمقراطية، وسيفتح آفاقا جديدة لدرة الخليج الكويت.

ودمتم سالمين.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك