حرائق الغابات "تضطرم" في تلال هوليوود هيلز و"تلتهم" لوس انجلوس ونسبة السيطرة عليها "صفر بالمئة"
عربي و دولييناير 10, 2025, 1:33 م 118 مشاهدات 0
تحاصر حرائق غابات مروعة لوس انجليس من جبهات مختلفة وتقترب من هوليوود، رمز صناعة السينما الأمريكية، بعد اشتعال حريق جديد في التلال المطلة على هوليوود بوليفارد وممشى المشاهير (ووك أوف فيم)، وحلقة النار التي تطوق لوس انجليس كانت هائلة لدرجة أنها شوهدت من الجو على شكل كماشة ضخمة وتضمنت حريقا كبيرا بين سانتا مونيكا وماليبو على الجانب الغربي من المدينة وآخر هائلا في الشرق بالقرب من باسادينا.
وأمرت السلطات بإجلاء أكثر من 100 ألف شخص لأن الرياح العاتية والجافة تسببت في انتشار النيران عبر أراضي قاحلة لم تسقط عليها أمطار منذ أشهر. ولقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم منذ اندلاع الحرائق يوم الثلاثاء.
وكانت منازل نجوم السينما والمشاهير من بين ما التهمته النيران التي أتت على بعض من أفخم العقارات في العالم، أما حريق هوليوود هيلز، فقد أتى على معالم بارزة في عالم الترفيه.
وقالت كارين باس رئيسة بلدية لوس انجليس في مؤتمر صحفي بعد أن قطعت زيارة رسمية إلى غانا وعادت إلى المدينة "هذه العاصفة النارية هي الأكبر".
واندلعت ستة حرائق متفرقة على الأقل في مقاطعة لوس انجليس صباح الخميس. ووُصف ثلاثة منها بأنها "خرجت عن نطاق السيطرة" ومنها حريق منطقة باليساديس في الغرب وحريق إيتون في الشرق والحريق الأصغر في صن ست في هوليوود هيلز.
ومددت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أمد التحذير الشديد لمقاطعتي لوس انجليس وفينتورا حتى الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي من يوم غد الجمعة بسبب الانخفاض الشديد في الرطوبة وقوة الرياح.
وقال أدم فانجيربن المتحدث باسم إدارة الإطفاء في لوس انجليس، الخميس لشبكة "سي.بي.إس" "الرياح غير المتوقعة تثير القلق لأن هباتها تحمل معها ألسنة اللهب".
وأضاف أن رجال الإطفاء كانوا يفعلون ما في وسعهم لإنقاذ الأرواح ثم ركزوا على ما يمكنهم فعله لإنقاذ المباني.
وأردف "علينا أن نكون مستعدين لأي شيء".
وقلصت إدارة الإطفاء في لوس انجليس خلال الليل أمر إخلاء صدر بسبب حريق صن ست الذي اضطرم فوق هوليوود بوليفارد مباشرة.
وكانت السيطرة منعدمة على الحريق الذي أتى على 43 فدانا صباح الخميس.
وعلى الجانب الغربي من لوس انجليس، التهمت حرائق باليساديس 1بالي7234 فدانا ومئات المباني على التلال وانحدرت أسفل نحو توبانجا كانيون حتى وصلت إلى المحيط الهادئ يوم الثلاثاء.
وقال نجم السينما بيلي كريستال وزوجته جانيس إن منزلهما في باسيفيك باليساديس الذي عاشا فيه منذ عام 1979 التهمته النيران وأضاف "قلوبنا منفطرة بالطبع، لكن بفضل حب الأطفال والأصدقاء سنتمكن من تجاوز هذا".
وقالت الممثلة باريس هيلتون "انفطار قلبي تعجز عن تصويره الكلمات" بعد أن شاهدت منزلها على شاطئ البحر في ماليبو "والنيران تأتي عليه تماما في بث تلفزيوني مباشر".
وقال الممثل جيمس وودز وهو يحكي في مقابلة تلفزيونية عن فراره من النيران "في يوم تسبح في حوض السباحة، وفي اليوم التالي يختفي كل شيء".
وغامر بعض السكان بالعودة إلى المناطق التي اجتاحتها النيران بالفعل ليجدوا حطاما متفحما ومركبات محترقة. وفوق أحد الأعمدة رفرف علم أمريكي ممزق ومحترق.
ولجأ آلاف من سكان لوس انجليس الفارين من النيران إلى ملاجئ مؤقتة. ووجد فؤاد فريد ملجأ في صالة الألعاب الرياضية بمركز ويستوود للترفيه ولا شيء معه إلا سيارته وهاتفه. وأسعفهم الجيران بالبطانيات والملابس والمياه والبيتزا وطعام الحيوانات الأليفة.
أطلال مشتعلة
أظهرت لقطات جوية بثها تلفزيون "كيه.تي.إل.إيه" مجموعة تلو الأخرى من المنازل المشتعلة في منطقة باسيفيك باليساديس.
وقال مسؤولون إن الحرائق في سفوح جبال سان جابرييل شرقا أتت على 10600 فدان وألف مبنى وأودت بحياة خمسة أشخاص على الأقل.
وقال كيفن ماكجاون مدير إدارة الطوارئ في مقاطعة لوس انجليس في مؤتمر صحفي "نواجه كارثة طبيعية هائلة. وأعتقد أنه لا يمكن وصف فداحتها كما يجب".
وقال أنتوني مارون رئيس إدارة الإطفاء في مقاطعة لوس انجليس في مؤتمر صحفي إن رجال الإطفاء من ست ولايات أخرى هرعوا إلى كاليفورنيا.
وقالت جانيس كوينونيس الرئيسة التنفيذية لإدارة المياه والطاقة في لوس انجليس للصحفيين "ضغطنا على النظام إلى أقصى حد. نتصدى لحرائق غابات باستخدام أنظمة مياه حضرية".
واندلعت الحرائق في منطقة جنوب كاليفورنيا التي لم تشهد هطول أمطار منذ أشهر. ثم جاءت رياح سانتا آنا القوية محملة بهواء صحراوي جاف من الشرق نحو الجبال الساحلية فأذكت الحرائق أثناء هبوبها فوق قمم التلال وعبر الأودية.
أعلن مسؤولان في لوس أنجليس الخميس أنّ أكبر حريقين مشتعلين في المدينة الأميركية الكبيرة لا تزال نسبة احتوائهما "صفرا بالمئة" على الرغم من الجهود الضخمة التي تبذلها فرق الإطفاء.
وقالت رئيسة خدمات الإطفاء في المدينة كريستين كرولي إن حريقا تمدّد على مساحة 17 ألف فدان (6900 هكتار) في باسيفيك باليساديس أصبح "أحد أكثر الكوارث الطبيعية تدميرا في تاريخ لوس أنجليس"، بينما قال رئيس الإطفاء في منطقة ألتادينا في شمال لوس أنجليس أنتوني مارونه إن حريقا مساحته 10 آلاف فدان في ألتادينا لا تزال نسبة "احتوائه صفرا بالمئة" أيضا.
وأكّد مسؤولون تنفيذ حملة صارمة ضدّ لصوص استهدفوا منازل غادرها أصحابها بعد اضطرار عشرات الآلاف من السكان على الفرار.
وقالت المسؤولة في مقاطعة لوس أنجليس كاثرين بارغر إنه "في خضمّ حالة الطوارئ، رأينا جميعا أفرادا يستهدفون مجتمعات ضعيفة من خلال سرقة منازل ونهبها"، مشددة على أنّ سلوكهم هذا "غير مقبول على الإطلاق".
وأضافت بارغر "أعدكم بأنكم ستحاسبون. عار على أولئك الذين يحتالون على سكاننا خلال هذا الوقت العصيب"، مؤكدة أن الشرطة تسيّر دوريات وقد أوقفت حتى الآن 20 شخصا.
تعليقات