د.تركي العازمي: القرض الحسن و... الفقر!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي أغسطس 31, 2024, 10:38 م 1856 مشاهدات 0
القصيدة الموسومة بالزينبية للشاعر صالح عبدالقدوس، أحد شعراء الدولة العباسية، وينسبها البعض لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، نقتبس منها خمسة أبيات فيها من الحكمة الشيء العظيم كتقديم للمقال:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة... ويروغ منك كما يروغ الثعلب
والفقر شين للرجال فإنه... يزرى به الشهم الأديب الأنسب
أدّ الأمانة والخيانة اجتنب... واعدل ولا تظلم يطيب لك مكسب
واحذر من المظلوم سهماً صائباً... وأعلم بأن دعاءه لا يحجب
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي... فالنصح أغلى ما يُباع ويُوهب
في مقال سابق عرفنا الفقير (هو الفرد الذي لا يملك ما يكفي لتغطية نصف احتياجاته الأساسية)... والمسكن من الأساسيات ويعلم الكثيرون أن الغالبية تقترض لاستكمال بيوتها، وحال كثير من المتقاعدين بالذات (ما تسر)، وبعضهم لا يجد ما ينفق لتوفير احتياجاته الأساسية، ووصفتها بالمقال السابق (ضيق العيش).
والأمانة شأنها عظيم عند المولى عزّ شأنه، والخيانة في أداء الأمانة أخطر ما قد يرتكب وعواقبه شديدة.
ومن الأمانة الملقاة على عاتقنا ككتّاب رأي، أن نوجه النصيحة خشية أن يقع الظلم على الآخرين.
هذا هو ردّي على مَنْ تفاعل مع ما كتبت حول ضرورة منح القرض الحسن بأعلى نسبة ممكنة وتحسين المستوى المعيشي.
وكفرد متخصص من مكونات المجتمع الكويتي... أقيس وأقيّم أي قضية مثارة حسب لغة الأرقام وقد ذكرتها في مناسبات عدة.
ومنْ يعرف واقع المستوى المعيشي الذي بلغ حدّ الفقر عند الكثيرين، هو الدافع، ولست ولله الحمد والمنّة ممَنْ يُعطي من طرف اللسان حلاوة...!
إذا البرازيل بدأت بتحسين المستوى المعيشي لمواطنيها قبل أي إصلاحات أخرى... وبلاد كثيرة من حولنا تفهمت احتياجات البسطاء متدنّي الدخل ومحدودي الدخل وأكرمتهم، وبالأخص فئة المتقاعدين.
لست هنا متشائماً، بل متفائل بحذر كما ذكرت، وإنني على يقين بأن الخير باق بأمة محمد.
خلال أسبوعين راجعت ما قيل عن القرض الحسن والدراسات التي تمّت، وهناك توافق في ما سبق (وهو قرض أولاً وآخراً سيتم استرداده وفيه رفق بحال كثير من المتقاعدين الذين أفنوا زهرة شبابهم خدمة للوطن بأمانة وإخلاص ودافعهم الولاء للوطن والأمير حفظه الله ورعاه ورزقه البطانة الصالحة)... ومضى عليه سنوات!
أدعو إلى التفاؤل على الدوام، وأطالب بالدعاء لولي الأمر، وأن يهبنا ربنا وإياكم من لدنه رحمة ويهيئ لنا وإياكم من أمرنا رشداً.
الزبدة:
إنني من الناصحين فإن أحسنتُ فمن الله، وإن أسأتُ فمن نفسي والشيطان... الله المستعان.
تعليقات