#شعر | ناصر القحطاني: فضفضتْ لي
الأدب الشعبيالآن أغسطس 27, 2024, 5:43 م 4151 مشاهدات 0
إحدى روائع الشاعر السعودي الكبير ناصر القحطاني، ماإن تمر عليها قوافل الزمن حتى تتجدد قراءتها من قراء جدد متهيئين للاستمتاع بما تتضمنه القصيدة من صور شعرية مشرقة ولوحات مجازية مورقة.
قلنا سابقاً أن ناصر القحطاني يكتب النص العاطفي بأسلوب يختلف عما اعتاد عليه الشعراء من اجترار الآهات وتصنع المعاناة ، فهو يوسّع أفق القصيدة بتنويعات تعبيرية لاتخرج عن ثيمة المضمون ، وتحيي لدى القارئ رغبة الاستمرار في قراءة النص حتى النهاية.
تأمل النغمة التاسعة في هذه المعزوفة الرائعة:
فضفضت لي عن سواليف امها اللي كدرتها
والحزن مثل الحسن لامرّ لازم ينوقف له
جت تفلسف طفلةٍ مكياجها من فلسفتها
كملت عشرين عام ولاتزال اليوم طفله
يشبع الخلخال والسلسال جايع في ارقبتها
خيزرانٍ لينها بين انتباه وبين غفله
ودي ادري لامشت بشْعور الارض اللي تحتها
وان تثنت قلت وين اللي يقول ان الترف له
آه لولا خصرها قلت اسرفوا في تغذيتها
ماافْقره بين النعيم ولايبي من ينتصف له
حاجةٍ تطري عليها جايبتها جايبتها
نسمةٍ ماتعترف بالباب والحارس وقفله
قلت وش ذا اللي خفق بين الضلوع من اولتها
قبل اقول الضيف جاك اثره فتح كل الغرف له
يوم قدمته لها ليلة سرت بي سلهمتها
قالت اتشرف بقلبك يافتى قلت الشرف له
وطرت مع سرب الحمام اللي ظهر من حنجرتها
ساعتين وهي تسوق الرمش وابصم واعترف له
تجدل انفاسي واذا حست دفاها كسّرتها
واطلقتها للهبوب بكل طيشٍ تنجرف له
لين باخر طيشها قصيت اظافر شيطنتها
لاتشح بكيدها اللي كيدها ابن ادم ضعف له
نسنستْ عصريه الجمعه وهي تقرا بختها
بين جمع من العذارىَ كل شيٍ منكشف له
كل ماجنْ يمشطنْ شرطانها اللي تعّبتها
سمعوها من قصائد خلها اخر ما نْعَرف له
ولدّت لحلم تدور له وتنشد منظرتها
ولدّت لبروازٍ اسود دمعها ياما ذرف له
ولدّت توصي مكاتيبٍ قبل مازرفتها
ضمنتها الغاليه دمعة وداع وعطر حفله
قلت اراضيها وجيت وجات والدنيا ملتها
والغزل دار ولقا المشتاق مشتاق يعَزِف له
كل مازودت وردي السواليف اخجلتها
وكل مازاد الحيا قلت الحلو وش ينكسف له
قالت امي تفتكرني طفله وتظلم بختها
صح انا ماني بطفله صح انا ماني بطفله
تعليقات