حزب الله يعلن تنفيذ «ردّ أولي» على اغتيال شكر.. والاحتلال يشن «ضربات استباقية» على لبنان

عربي و دولي

الآن - رويترز 214 مشاهدات 0


أعلن حزب الله الأحد شنّ هجوم جوي وصاروخي نحو أهداف عسكرية إسرائيلية، في إطار «ردّ أولي» على مقتل القيادي العسكري فؤاد شكر، وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال تنفيذ ضربات استباقية في لبنان لمنع «هجوم كبير» للحزب.

وأكدت الولايات المتحدة على الفور أنها «ستواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، بينما تعهّد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو بـ«القيام بكل شيء» لاستعادة الأمن في الشمال.

وجاء الإعلان الإسرائيلي قبل إعلان حزب الله، لكن لم يتضّح بعد ما إذا كان قصف الاحتلال بدأ قبل ردّ حزب الله أو العكس. ولم يعلن عن خسائر في الأرواح في الجانب الإسرائيلي.

في لبنان، أعلنت وزارة الصحة مقتل 3 أشخاص وإصابة 2 في الجنوب جراء الغارات الإسرائيلية.

وأحصت وزارة الصحة مقتل شخص جراء «غارة إسرائيلية استهدفت»سيارة في بلدة الخيام".

ونعت حركة أمل الحليفة لحزب الله أحد عناصرها من بلدة الخيام، مشيرة الى أنه «استشهد أثناء قيامه بواجبه الوطني والجهادي دفاعا عن لبنان والجنوب».

وفي بيان آخر، أفادت الوزارة عن أنّ «عدوان الاحتلال الإسرائيلي على بلدة الطيري أدى إلى استشهاد شخصين»، لم يتضح إذا كانا مدنيين أم مقاتلين.

وأصيب شخصان آخران بجروح، وفق الوزارة، أحدهما «لبناني جروحه طفيفه» وآخر «سوري جروحه متوسطة» جراء ضربات طالت مناطق أخرى.

وقال حزب الله في بيان بعيد السادسة صباحاً «عند فجر هذا اليوم (...)، وفي إطار الردّ الأولي على العدوان الصهيوني الغاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت (الذي أدّى إلى مقتل فؤاد شكر ومستشار إيراني وخمسة مدنيين)، بدأ مجاهدو المقاومة الإسلامية هجوماً جوياً بعدد كبير من المسيّرات نحو العمق الصهيوني وفي اتجاه هدف عسكري نوعي».

وفي بيان لاحق، أعلن الحزب أنه «تمّ الانتهاء من المرحلة الأولى» من الردّ، «بنجاح كامل»، مشيراً إلى «استهداف الثكنات والمواقع الإسرائيلية تسهيلاً لعبور المسيرات الهجومية باتجاه هدفها المنشود في عمق الكيان».

وأشار الى أن المسيرات «عبرت كما هو مقرر»، وأنه تمّ إطلاق أكثر من 320 صاروخ كاتيوشاً.

وفي بيان ثالث، أكد الحزب أنّ عمليته العسكرية «لهذا اليوم» ضد مواقع وثكنات عسكرية اسرائيلية «قد تمّت وأُنجزت»، نافياً «ادعاءات» اسرائيل إزاء تعطيلها هجومه بضربات استباقية.

وكان جيش الاحتلال أعلن أنه «يشنّ هجمات في لبنان لإزالة تهديدات لحزب الله بعد رصد استعداده لإطلاق قذائف وصواريخ نحو الأراضي الإسرائيلية».

وتوجّه الجيش في رسالته إلى سكان جنوب لبنان، ودعا «جميع الموجودين بالقرب من مناطق ينشط فيها حزب الله إلى المغادرة فورا لحماية أنفسهم وعائلاتهم».

وأفادت قناة «المنار» التابعة للحزب عن «سلسلة غارات لطيران العدو الصهيوني استهدفت حرش كونين رشاف، الطيري، بيت ياحون، الخردلي، زوطر، إقليم التفاح والريحان في جنوب لبنان».

وأعلن جيش الاحتلال انه دمّر «آلاف منصات» الصواريخ العائدة للحزب في جنوب لبنان في ضربات شاركت فيها «نحو 100 طائرة حربية».

حال الطوارئ

وترأس رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو اجتماعاً للمجلس الأمني الوزاري المصغّر.

وقال رئيس الوزراء في بيان نشره مكتبه «نحن مصممون على القيام بكل شيء لحماية بلادنا وإعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، ومواصلة اتباع قاعدة بسيطة: من يؤذينا، نؤذيه».

وأعلن وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت حال الطوارئ لمدة 48 ساعة.

وأعلن مطار بن غوريون أن الرحلات الجوية المغادرة صباح الأحد ستتأخر، وأن الرحلات الواصلة سيُعاد توجيهها إلى مطارات أخرى، قبل أن يعلن في وقت لاحق استئناف العمل في المطار «اعتباراً من الساعة السابعة (04,00 ت غ)، بما يشمل الإقلاع والهبوط»، مشيراً إلى أن «الطائرات التي تمّ تحويلها الى مطارات أخرى، ستعاود الإقلاع باتجاه بن غوريون».

وأكدت الولايات المتحدة التي كانت قد عززت انتشارها العسكري في المنطقة خلال الأسابيع الماضية، جاهزيتها لدعم «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت في بيان إنه بتوجيه من الرئيس جو بايدن «يتواصل المسؤولون الأميركيون الكبار بشكل مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين»، مضيفا «سنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وسنواصل العمل للحفاظ على الاستقرار الاقليمي».

وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أنها «مستعدة لدعم» الاحتلال.

وقال متحدث باسم البنتاغون «نواصل مراقبة الوضع عن كثب وسبق أن كنا واضحين للغاية بأن الولايات المتحدة مستعدة لدعم الدفاع عن إسرائيل».

وتصاعدت المخاوف منذ أسابيع من تصعيد عسكري إقليمياً أكبر في ظلّ تواصل الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس منذ عشرة أشهر، بعد توعّد إيران وحزب الله بالردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية في 31 يوليو في طهران والمنسوب إلى الاحتلال، واغتيال فؤاد شكر في ضاحية بيروت الجنوبية في ضربة إسرائيلية.

مفاوضات

ويأتي هذا التصعيد في يوم تتواصل فيه المفاوضات في القاهرة بوساطة أميركية ومصرية وقطرية بين الاحتلال وحماس في محاولة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة.

وأكدت واشنطن الجمعة أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه» وليام بيرنز وصل الى القاهرة للمشاركة في المباحثات، متحدثة عن «تحقيق تقدم» في النقاشات التمهيدية التي تسبق المباحثات الموسعة.

وكان مصدر مصري أفاد في وقت سابق هذا الأسبوع، بأن المباحثات «الموسعة» ستعقد الأحد في القاهرة.

وأعلن قيادي في حركة حماس لفرانس برس أن «قيادة حماس بما فيها رئيس الحركة (يحيى) السنوار قرّرت أن المرجعية التي يتمّ الاستناد اليها هي خطة 2 يوليو التي وافقت عليها حماس»، في إشارة الى المقترح الذي أعلنه جو بايدن في 31 مايو، وأعلنت حماس قبوله مطلع يوليو.

وينص المقترح على هدنة مدتها ستة أسابيع يرافقها انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة في غزة وإطلاق سراح رهائن خطفوا في 7 أكتوبر، ثم مرحلة ثانية تنتهي بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع.

في المقابل، أكّد مكتب نتانياهو هذا الأسبوع تمسكه بتحقيق «كل أهداف الحرب» قبل وقف النار، معتبراً أن «هذا يتطلّب تأمين الحدود الجنوبية» للقطاع مع مصر، في إشارة الى تمسّك الاحتلال بإبقاء قوات في غزة، خصوصاً عند الشريط الحدودي بين القطاع ومصر المعروف بـ«محور فيلادلفيا».

وكان مكتب نتانياهو أكد الخميس التزامه بسيطرة الاحتلال على ممر فيلادلفيا «لمنع حماس من أن تعيد تسلّحها ما يسمح لها بأن ترتكب مجددا الفظائع التي ارتكبتها في 7 أكتوبر».

وقال مصدر مصري مطلع على المفاوضات السبت إن جولة الأحد «مفصلية لبلورة اتفاق سيعلن عنه إذا نجحت واشنطن في الضغط على نتانياهو».

وتجري المحادثات بعد جولة مماثلة عقدت في العاصمة القطرية الأسبوع الماضي لم تحضرها حماس.

وتظاهر آلاف الإسرائيليين السبت في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق الرهائن المتبقين.

تعليقات

اكتب تعليقك