د.تركي العازمي: حقوق العباد... والظلم!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي أغسطس 25, 2024, 11:40 م 1841 مشاهدات 0
إن شأن حقوق العباد عند الله كبير، وهي لا تسقط بالتوبة إلى الله.
هذا المقال موجه للمعنيين بمنح كل ذي حق حقه في زمن أصبحت فيه المادة مع الأسف هي المعيار مع «الحسد»!
حقوق العباد في العيش الكريم «الرخاء» لا يجب أن تقاس حسب التكلفة... فالجميع يدرك مستوى التضخم وغلاء المعيشة منذ سنوات في حين الرواتب ظلت كما هي، والقروض أنهكت كاهل المواطنين وبالأخص فئة المتقاعدين. ولهذا يردد الكثير دعاء «اللهم اقض عنا الدين واغننا من الفقر».
وقد عرضت في مقال سابق خطورة الفقر وتعريف الفقير، إلا أنني أستغرب أشد الاستغراب من بعض أحبّتنا، ممن أقدم على توجه إلغاء العلاوات والبدلات عن بعض الموظفين.
فعوضاً عن زيادة الرواتب وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، يقومون بخصم ما يصرف لهم: فكيف يواجه الموظف متطلبات المعيشة بعد خصم مئات من الدنانير من راتبه ناهيك عن التزامات الكثير بأقساط شهرية؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو لا ينطق عن الهوى في الحديث الشريف «واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»!
إنها دعوة للقياديين في المؤسسات الحكومية لعلهم يدركون خطورة المساس بحقوق العباد ويردون الحقوق قبل فوات الآوان.
قد لا يهتم البعض إلى ما نرمي إليه حيث طغت الحياة المادية والبحث عن سبل توفير المصروفات، وفق لغة الأرقام، وإن انتهكت حقوق العباد.
إن الله حرم الظلم على نفسه... بالتالي لا يجب أن يوقع أحد الظلم على الآخرين.
إن حق العباد في توفير العيش «الرخاء» مذكور في المادة 20 من الدستور الكويتي.
إنها في مجملها تعود إلى أهمية الأمانة... فالله عز وجل قال «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها»، وهي انعكاس لبسط العدالة في التقييم والقياس عند مراجعة الحقوق (الواجبات والمكتسبات).
إن العدل والمساواة شأنهما كبير، وهما الأساس في الاستقرار والتنمية المنشودة.
لقد سقنا هذا بعد مراجعة بعض الوعود والتصريحات وردود الأفعال من البسطاء (الأغلبية المغلوب على أمرها)، ودفعتنا المسؤولية الاجتماعية (الأمانة) إلى توجيه النصيحة.
الزبدة:
ليسأل كل قيادي في الحكومة نفسه: هل أديت الأمانة في منح الحقوق للعباد والعمل على تحسين معيشتهم؟
هل وفّرنا تعليماً متطوراً، رعاية صحية مميزة، ونوّعنا مصادر الدخل وأوجدنا طرقاً صالحة وحاسبنا الفاسدين واسترددنا الأموال المنهوبة والمغسولة وعرضنا خدمات أفضل؟
وأترك الإجابة لكل فرد لديه ضمير حي وحس وطني... الله المستعان.
تعليقات