فصائل عراقية تعلن استئناف هجماتها ضد الأميركيين بـ «وتيرة أعلى»

عربي و دولي

الآن - وكالات 326 مشاهدات 0


رأت فصائل مسلحة موالية لإيران تأجيل إعلان انسحاب «التحالف الدولي» من العراق مبرراً لاستئناف هجماتها بـ«وتيرة أعلى»، بعد «فشل الدبلوماسية» و«مماطلة واشنطن» في المفاوضات مع الحكومة العراقية.

وقال فصيلان منضويان فيما يعرف بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» إنهما «جاهزان لاستئناف العمليات»، ضد القوات الأميركية، وإن «الهدنة التي رعتها الحكومة العراقية انتهت عملياً».

وذكرت الخارجية العراقية، الخميس الماضي، أن بغداد قررت تأجيل موعد إعلان انتهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بسبب «التطورات الأخيرة»، في إشارة إلى قصف قاعدة «عين الأسد». ولاحقاً، قال وزير الخارجية فؤاد حسين إن «مفاوضات الانسحاب لم تتوقف، لكن ظروفها تغيرت».

وتعليقاً على الموقف الحكومي، أفاد كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم فصيل «كتائب سيد الشهداء»، في تصريح صحافي، بأن «الحكومة لم تبلغ بأن الحوار مع الولايات المتحدة قد توقف لأي سبب كان».

وشدد الفرطوسي على أن «موقف فصائل المقاومة العراقية واضح ومعلن منذ البداية، بأن إخفاق الجهود الدبلوماسية لإنهاء الوجود الأميركي، سيدفعها إلى عودة عملياتها لتحرير كامل الأراضي»، لكنه قال إنهم «ينتظرون من الحكومة موقفاً رسمياً بشأن تطور المفاوضات»، وتابع: «مع ذلك، نعلم أنهم (الأميركيون) ليسوا جادين في الانسحاب».

من جهتها، أعلنت حركة النجباء أنها «لم تعد ملزمة بعد الآن بالهدنة مع القوات الأميركية»، التي كانت تهدف إلى منح الحكومة الوقت اللازم للتفاوض مع واشنطن.

وقال حيدر اللامي، عضو المجلس السياسي للحركة، في تصريح صحافي، إن «فصائل المقاومة أنهت الهدنة، وجميع الخيارات متاحة لاستهداف جميع القواعد الأميركية داخل العراق»، متابعا: «هناك تسويف ومماطلة من أميركا بشأن انسحاب قواتها أثناء المفاوضات».

ونقلت مصادر صحافية عراقية أن قادة فصائل مسلحة عقدوا اجتماعاً خلال اليومين الماضيين، لبحث تداعيات إعلان تأجيل الانسحاب، مبينة أن الاجتماع توصل إلى أن «الهجمات ضد القوات الأميركية ستتواصل قريباً بوتيرة أعلى بمعزل عن التطورات في غزة، وحتى لو توصلت (حماس) إلى اتفاق لوقف النار هناك».

وكان الاتفاق بين الحكومة والفصائل، عبر وساطات سياسية شيعية، يستند بالدرجة الأساسية إلى أن أي عمل عدائي ضد الأميركيين سيدمّر مفاوضات انسحابهم نهائياً من العراق، كما يقول مسؤولون.

وخلال الأسبوعين الماضيين، أذاعت وسائل إعلام عراقية أن رئيس الحكومة العراقية كان على وشك الإعلان عن انسحاب التحالف الدولي من البلاد. وأقر رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي، خلال لقائه صحافيين في بغداد، بأنه «كان مقرراً انسحاب التحالف الدولي ضمن جدولة متفَق عليها بين الطرفين، لولا القصف الذي طال قاعدة (عين الأسد)».

ومنذ فبراير الماضي تحافظ الحكومة العراقية على هدنة حرجة مع الفصائل المسلحة، بزعم أنها المسؤولة الحصرية عن مفاوضات انسحاب القوات الأميركية.

إلى ذلك، أعلن العراق نيته تعزيز العلاقات مع حلف «الناتو». وبحث مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، أمس الأربعاء، مع سفيرة الحلف في العراق جولييت غوندي جدول أعمال الاجتماع الأول رفيع المستوى المزمع عقده لتطوير العلاقة على المستوى الاستراتيجي وتعزيز الشراكة بين الجانبين.

في غضون ذلك، استقدمت قوات التحالف الدولي تعزيزات عسكرية جديدة إلى مناطق نفوذها في شمال شرق سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.

وقال المرصد إن التعزيزات تضم 30 شاحنة محملة بمواد لوجستية وعسكرية وذخائر، قادمة من داخل الأراضي العراقية، عبر معبر الوليد الحدودي مع إقليم كردستان العراق، وتوجهت نحو القواعد الأميركية في ريف الحسكة. ووفق المرصد، تواصل قوات التحالف الدولي تعزيز قواعدها تحسبا من هجمات إيرانية محتملة.

وأشار إلى أن ذلك يأتي بعد هبوط طائرة شحن تابعة للقوات الأميركية، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء في قاعدة خراب الجير بريف رميلان شمال الحسكة، تحمل على متنها معدات عسكرية ولوجستية، استكمالا لتعزيز القواعد الأميركية في سورية، وسط تحليق للمروحيات والمسيرات الأميركية فوق سماء المنطقة.

وتنتشر في سورية تسع قواعد أميركية، الأولى في منطقة التنف بريف حمص الشرقي، واثنتان في ريف دير الزور، وست في محافظة الحسكة.

تعليقات

اكتب تعليقك