د.تركي العازمي: بدون زعل... حدثني عن البطانة!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي أغسطس 12, 2024, 11:06 م 1844 مشاهدات 0
طالب موسى عليه السلام ربه في الآية «واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري» وفي سورة القصص «وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون».
بدون زعل... حدثني عن البطانة!
إننا نقف مكتوفي الأيدي أمام تراكمات من ملفات فساد وتيه إداري وقيادي ونيابي بسبب سوء اختياراتنا.
«إن جيت للنواب» في السابق فبعضهم الله يسامحه يحسبها بالأرقام (كم معاملة أنهيت... كم واحد عيّنت بمنصب، وكم... وكم) أما على صعيد الإنجاز فمع شديد الأسف حتى البعض ترتفع نبرة صوته ليس لأهداف وطنية بل لمصالح شخصية (من تحت الطاولة أو خلف الكواليس)... كما وصفهم معروف الرصافي «لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن، فالقوم في السر غير القوم في العلن».
البعض يتحدث عن مكافحة الفساد وهو غارق فيه إلى أخمص قدميه، والبعض يكافح الفساد «بس يوقف عند ربعه أو مجموعة قريبة منه... وطاف».
إن البطانة الصالحة، وأعني كما ذكرت مراراً وتكراراً الأخيار من أهل العلم المميز والخبرة الصالحة والسلوك الحسن/الأخلاق (وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا).
نعم عندنا مشكلة في البطانة، وإلا هل يعقل أن قضايا ملحة تظل محل دراسة ومن لجنة إلى لجنة ولا تجد الحلول... وإذا أتى وزير آخر نسف ما قام به من سبقه.
لا تحلموا على الإطلاق بالتنمية إلا إذا تحقق ما ذكرت في المقال السابق «معايير خطة عمل الحكومة».
دول تمتلك نفطاً وموارد طبيعية مهولة تعيش حالة الفقر لأنها انشغلت في تفكيك المجتمع وباتت تتقاتل في ما بينها كنيجيريا على سبيل المثال، وفنزويلا انهارت اقتصاديا لأنها أوكلت قيادة مهامها الصعاب الكبيرة وفقاً لمعيار الولاء.
ودول لا تمتلك نفطاً ولا موارد طبيعية تذكر هي الآن بمصاف الدول المتطورة وتمتلك اقتصاداً متيناً، كسنغافورة وموريشيوس وماليزيا، وأعتقد أن اندونيسيا على الخط قادمة... هذه الدول اهتمت بالتعليم والأخلاق (الرأسمال البشري) وتكافح الفساد بجد وحياد وبوتيرة سريعة وقرّبت النخبة لتولي قيادة مؤسساتها.
نحن في الكويت دولة صغيرة جداً، وتمتلك موارد مالية ضخمة، إلا أننا وحسب ما توارثناه من عقود مضت، لم نلحظ التغيير في مستوى التعليم ولا الخدمات، حتى إن الطرق مازال بعضها سببا في حوادث مؤلمة أزهقت أرواحاً بريئة... هذا غير مستوى المعيشة!
والسؤال الذي يبحث عن إجابة: هل سنكافح الفساد ونطور التعليم ونحسن المعيشة بذات البطانة؟
الزبدة:
إن الالتفات للكفاءات المغيّبة عن محيط الاختيار، ومنحها المناصب القيادية والاستشارية (البطانة الصالحة) هو المدخل الفعلي للإصلاح.
الأخيار لا يشحذون المناصب... يجب أن نبحث عنهم ونمنحهم شرف خدمة الوطن، ويجب التركيز على أصحاب الخبرة (كلما تقدم الفرد بالعمر وامتلك خبرة طيبة في الغالب مستوى الرشد لديه عال والإنتاجية تكون مميزة وهذا ليس من بنات أفكاري بل محصلة بحوث تمت في هذا الشأن)... الله المستعان.
تعليقات