د.تركي العازمي: التنمية المستدامة... إلى أين؟

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 712 مشاهدات 0


بعد مقال «الكويتي المحظوظ... من هو؟»، حاولت أن أسقط الأثر السلبي الذي تسبّب فيه من كان محظوظاً في تقلد منصب قيادي أو استشاري في العقود الماضية، وذلك عبر مراجعة لأهداف الأمم المتحدة (17 هدفاً) للتنمية المستدامة لعام 2030، ونسبة الإنجاز الفعلية بعد قرابة 15 عاماً من توقيع الكويت عليها.

الهدف الأول (القضاء على الفقر)، الثاني (القضاء التام على الجوع)، الثالث (الصحة الجيدة والرفاه)، والرابع (التعليم الجيد).

عرف الفقر في الإسلام «الفقير هو الشخص الذي لا يملك ما يكفي لتغطية نصف احتياجاته الأساسية، أما المسكين فهو الشخص الذي لديه ما يغطي نصف احتياجاته الأساسية على الأقل، لكنه لا يملك ما يكفيه».

وفي تعريف للفقر إنه أكثر من مجرد الافتقار إلى الدخل أو الموارد أو ضمان مصدر رزق مستدام، حيث إن مظاهره تشمل الجوع وسوء التغذية وانحسار إمكانية الحصول على التعليم والخدمات الأساسية، إضافة إلى التمييز الاجتماعي والاستبعاد من المجتمع (وهناك حلول للتغلب على الفقر مثل توفير الرخاء وجودة مؤسسات الدولة وتشجيع الشفافية والمساءلة).

الشاهد أن تسعة من الأهداف الـ17 أي ما نسبته 53 في المئة بعد المراجعة تبين الإنجازات محدودة الأثر، وقد ارتكز التحليل على الآتي:

ـ مستوى دخل الأسر خصوصاً ذوي الدخل المحدود حسب عدد المقترضين وعدد المتقاعدين الذي بلغ قرابة 170 ألفاً (كل أسرة 5 أفراد) لأدركنا الحاجة الملحة لتوفير مستوى معيشي أفضل.

ـ التعليم بشقية ما زال مستواه متدنياً.

ـ الصحة الجيدة بحاجة إلى مراجعة لمستواها.

ـ (العمل اللائق ونمو الاقتصاد)... لك عليه.

ـ (الحد من أوجه عدم المساواة)... والشواهد كثيرة.

مما تقدم، يحق لنا توجيه التساؤل: التنمية المستدامة... إلى أين؟

سنظل متفائلين بحذر... وما زال في الوقت متسع لتدارك الأخطاء!

أظن ظناً أقرب إلى اليقين بأننا بحاجة إلى استشاريين من أهل الكفاءات والخبرة من المتقاعدين ممن تقلّدوا مناصب قيادية تنفيذية لوضع خطة بناء للغد.

الزبدة:

إنّ اعترافنا بأخطاء الأمس واليوم هو المدخل لبناء رؤية وإستراتيجيات الغد، وهنا نرى أن المكاشفة (الشفافية) مطلوبة.

إنّ الكفاءات ليست محصورة في فئة، عائلة، كتلة، قبيلة، حزب... فالمعايير واضحة وطريقة اختيار الكفاءات يجب أن تكون احترافية وإن كان بعضهم (مو من ربعنا أو ثوبنا).

الإنجاز هو عامل المفاضلة المطلوب الأخذ به حسب ما هو متوقع عبر قياس لمستوى الرضا من الأداء والمستوى المعيشي...

الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك