د.مبارك العبدالهادي: رصد وتطبيق ومحاسبة
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي يوليو 18, 2024, 10:09 م 1387 مشاهدات 0
ما بين الحين والآخر تخرج الأصوات النتنة التي تستهدف تفتيت العمليات الإصلاحية وضرب كل ما يهدف لمعالجة مكامن الخلل التي تخفي في طياتها تجاوزات ومخالفات تعد سببا لتفشي السلبيات في المجتمعات، لكن الحملات التي تشنها الأجهزة المختصة المختلفة للوقوف على هذه المخالفات ومحاسبة أصحابها أصبحت تشكل عبئا كبيراً على المخالفين أو الساعين للقفز على القانون في تمرير المعاملات وغيرها من الأمور التي كانت تشكل فوضى عارمة في السابق، ولكن اليوم أصبح هؤلاء تحت الأنظار والرصد وتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير، وعمليات التطهير المستمرة في مختلف الأجهزة الحكومية هي إحدى بوادر التفاؤل بأن المرحلة القادمة مستمرة في مواجهة التراكمات وإصلاح الاعوجاج ووضع النقاط على الحروف.
ولعل الدور الكبير الذي يقوم به جهاز متابعة الأداء الحكومي بقيادة الشيخ أحمد مشعل الأحمد الصباح هو إحدى الركائز الأساسية في مواجهة مكامن الخلل بالتقارير التي يقدمها أولاً بأول لمجلس الوزراء الذي كلف الوزارات والجهات الحكومية كل فيما يخصها بالعمل على معالجة الملاحظات وتنفيذ التوصيات الواردة في التقارير وموافاة الجهاز بتقرير دوري كل 3 شهور بهذا الشأن، وهو الأمر الذي ساعد ويساعد الوزراء والقياديين في معرفة القصور في جهاتهم ويسهل عليهم الوقوف عليها لاتخاذ الإجراءات الإصلاحية دون أي تبريرات، وعدم انتظار تفاقمها حتى لا نفاجأ بوجود أخطاء مستقبلية ومشاكل يُبرر حصولها بأنها حدثت في غفلة وغيرها من الإخفاقات التي اعتدنا سماعها.
كما أن الجولات المستمرة والمفاجئة للوزراء على القطاعات كافة كانت جرس إنذار للمسؤولين الذين كانوا ينامون في سباتهم العميق وإهمالهم الكبير لأنهم ليسوا تحت الأنظار أو خارج دائرة الرصد كما يظنون، وتكثيف هذه الجولات في الأيام القادمة من شأنه أن يكون دافعا معنويا للقطاعات التي كانت تشهد إهمالا وتجاهلا في السابق بقصد أو بغير قصد، ولكن لا تزال عملية الترقب والمتابعة بانتظار تبني المطالب الشعبية للقضايا التي تمس حياتهم اليومية، فهو دافع آخر لإعطاء كل ذي حق حقه، خصوصا في قضية زيادة المعاشات لأصحاب الرواتب المتدنية والمتقاعدين والعاملين في القطاع الخاص وغيرهم الذين تمس جيوبهم الزيادات المستمرة لقضاء احتياجاتهم والتزاماتهم التي تشكل عبئا كبيرا على دخلهم الشهري، فحالة التفاؤل مستمرة في القادم من الأيام عبر المزيد من الإنجازات وضبط الأمور ومعالجة الاختلالات.
آخر السطر:
كلما ضاقت السبل لمتجاوزي القانون انكشفت العديد من التجاوزات والمخالفات.
تعليقات