بايدن وترامب وجها لوجه في اول مناظرة تلفزيونية بينهما منذ 4 أعوام

يترقب المتابع للشأن السياسي الامريكي المناظرة التلفزيونية الاولى بين المرشحين الرئيسيين للانتخابات الرئاسية الامريكية الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب فجر يوم غد الجمعة عندما يقفان وجها لوجه لاول مرة منذ أربعة اعوام ليطرح كل منهما تصوراته ومواقفه حيال العديد من الملفات والقضايا التي تهم الناخب الامريكي وقد تحسم خياره في الثالث من نوفمبر المقبل.
وتعتبر المناظرة المرتقبة التي تنظمها قناة (سي ان ان) الاخبارية في مدينة (اتلانتا) وتستغرق 90 دقيقة مواجهة تاريخية مبكرة وفريدة من نوعها حيث انها تأتي حتى قبل انعقاد المؤتمر العام للحزبين واعلان المرشحين المفترضين مرشحين رئيسيين للحزبين الديمقراطي والجمهوري.
وسيكون التحدي الاول لبايدن خلال المناظرة التي يتابعها الملايين حول العالم هو اثبات كفاءته لعامة المواطنين الامريكيين الذهنية والجسدية والصحية لممارسة مهامه رئيسا للولايات المتحدة اذ انه سيكون الرئيس الاكبر سنا في التاريخ الامريكي بعمر 82 عاما حال فوزه بولاية رئاسية ثانية.
وعلى الرغم من ان عامل السن لا يختلف كثيرا لدى ترامب الذي يبلغ 78 عاما فإنه دائم التصريح علنا باعتقاده بعدم قدرة الرئيس الحالي على أداء مهامه في خطوة يسعى فيها الى اقناع الجمهوريين والامريكيين بصفة عامة بأنه الرئيس الانسب لقيادة البلاد في ظل التحديات الداخلية والخارجية.
كما سيسعى الرئيس السابق المثقل بإدانات عدة في قضايا جنائية أمام الكاميرات لصد الاتهامات بمحاولته عرقلة نتائج انتخابات عام 2020 ودوره المفترض بهجوم الكابيتول في ما سميت بأحداث 6 يناير التي أعقبت انتخابات 2020.
ويخوض بايدن السباق الرئاسي الصعب في ظل عدم رضا قطاعات من الناخبين بأسلوب تعامله مع ملفات الهجرة والتضخم والحرب في غزة وعليه توضيح موقفه في المناظرة المرتقبة حيال تلك الملفات وإقناع الامريكيين بأهمية بقائه اربع سنوات اخرى في البيت الابيض.
وحسب استطلاعات الرأي الاخيرة لايزال ترامب متقدما بفارق ضئيل عند الناخبين ويسعى الى استغلال تعزيز شعبيته فيما يطمح بايدن الى استمالة الناخبين المترددين عبر ابراز دور سياساته التي ساعدت في تحسين نمو الوظائف وخفض معدلات التضخم وخططه المستقبلية لتحسين الاقتصاد.
ولاشك ان تقدم ترامب في 6 ولايات حاسمة على رأسها (اريزونا) و(جورجيا) و(ميشيغن) و(بنسلفينيا) و(نيفادا) حسب استطلاع للرأي اجرته كلية (إيمرسون) وموقع (ذا هيل) يدفع خصمه السياسي بايدن الى الخوض في قضايا عدة تمس الحريات خلال المناظرة في محاولة لكسب الجمهور المتأرجح في تلك الولايات.
وكشف استطلاع للرأي اجرته (ابسوس) للابحاث وتناقلته وسائل الاعلام المحلية امس الاربعاء ان الناخبين الامريكيين يرون ان ترامب هو الاختيار الافضل للاقتصاد الا انهم اعتبروا نهج الرئيس الحالي جو بايدن افضل للحفاظ على الديمقراطية وهو ما يعكس مدى التنافس الشديد بين الرجلين في السباق الرئاسي.
ومن المرتقب أن تطغى القضايا الداخلية الشائكة كالهجرة والرعاية الصحية والضرائب وضبط الحدود على محاور المناظرة الاولى التي سيحاول ترامب استغلالها في اظهار نقاط الضعف بإدارة بايدن في تعاطيها مع تلك الملفات.
كما لن تكون السياسة الخارجية الامريكية غائبة عن مجريات المناظرة على الرغم من انها لا تعد اولوية بالضرورة لدى الناخب الامريكي وعلى رأس تلك القضايا الحرب في قطاع غزة وسبل التعاطي الامريكي مع الحرب الروسية - الاوكرانية والعلاقات مع الصين والدول المطلة على المحيط الهادئ.
ويأتي هذا الحدث السياسي الكبير بعد اقل من شهر من إدانة ترامب ب 34 تهمة جنائية في نيويورك ليصبح اول رئيس أمريكي في التاريخ يدان بجرائم جنائية في المقابل تمت ادانة نجل الرئيس الامريكي هانتر بايدن بتهم تتعلق بحيازة أسلحة في ولاية (ديلاوير) مؤخرا ويواجه محاكمة فيدرالية ثانية في سبتمبر المقبل بسبب عدم دفع الضرائب المستحقة عليه.
وحسب مذكرة المنظمين التي وزعت على حملتي بايدن وترامب فإنه سيكون لكل مرشح دقيقتان للاجابة عن سؤال مدته دقيقة واحدة يطرحه المرشح الاول ثم سيحصل المرشح الاول على دقيقة اخرى للرد او التفنيد كما سيكون للمشرفين على المناظرة حرية التصرف في تحديد ما اذا كان هناك ما يبرر تخصيص دقيقة اضافية للتوضيح.
وسيكون لدى المشرفين أيضا القدرة على كتم ميكروفونات المرشحين لتجنب المقاطعات بين المرشحين كما كان في مناظرتهما الاولى في عام 2020 والخروج عن سياق الحديث.
ومن المتوقع ان يتم ترشيح ترامب رسميا في مؤتمر الحزب الجمهوري في يوليو المقبل كما هو الحال مع بايدن في مؤتمر الحزب الديمقراطي المقرر في اغسطس فهما المرشحان الاوفر حظا لخوض السباق الانتخابي الرئاسي المقبل.