مركز الشيخ زايد للغة العربية في بكين بقلم : د. علي بن تميم

فن وثقافة

الآن 410 مشاهدات 0


لم تمنعنا الأجواء الحارة من التجوال في شوارع بكين وأسواقها ومتاحفها وفعالياتها وعجائبها. فلم تخل الأجواء الصيفية من مهب جميل يقينا حرارة الشمس التي تشبه الدراق، خاصة ونحن في شهره الذي يصادف يونيو، ومن اللافت أن الدراق له خصوصية في بكين طعماً وملمسا، وكان الشهر الماضي مايو، شهر مولدي، هو شهر الرمان، فاكهة أهل الجنة والتي وفدت إلى الصين من الشرق الأوسط.

فور وصولنا إلى مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة بكين للغات، توجهت نحو شجرة الصنوبر التي غرسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة حفظه الله في حديقة المركز، وكانت محل حديث الأساتذة خلال ندوة اللغة والتواصل الحضاري التي نظمها مركز أبوظبي للغة العربية ضمن مشاركته بمعرض بكين الدولي للكتاب؛ وكيف أنها نمت وترعرعت وصارت كبيرة سامقة.

اصطففنا قرب الشجرة بصحبة ليو شين لو، عميد كلية الدراسات العربية والدكتورة لونج مي بالكلية وعدد من طالبات الدكتوراه في تخصصات مختلفة باللغة العربية ممن يجهزن أنفسهن لاستكمال الدراسة في دولة الإمارات. غمرنا شعور بالفخر والاعتزاز باليد التي أنشأت هذا الصرح العلمي الكبير في الأرض الذي ذكره القول الحكيم  "اطلبوا العلم ولو في الصين"، وأمام الشجرة التي غرسها خير خلف لخير سلف في تأكيد واضح على استئناف المسيرة الحضارية الكبرى التي تمثلها دولة الإمارات.
نشاط مركز أبوظبي للغة العربية في الصين، كبير ومميز ويصب في خدمة تعميق  المعرفة المتبادلة بالحضارتين العربية والصينية، تحقيقاً لرؤية القيادة الحكيمة لدولة الإمارات المنفتحة على كل ثقافات العالم انطلاقاً من منظومتها القيمية السنيعة.

تبادلنا الآراء بشأن تعاون مركز أبوظبي للغة العربية مع مركز الشيخ زايد في الترجمة والنشر والأنشطة الثقافية؛ من أجل بناء صورة متعددة الأبعاد عن اللغة العربية بوصفها لغة علم وفنون وإبداع وفكر، ورسمنا إطاراً نضعه محل الدراسة والتنفيذ في خطط المركز القريبة بعون الله.

تعليقات

اكتب تعليقك