د.تركي العازمي: أصدقني القول...!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي يونيو 22, 2024, 10:53 م 781 مشاهدات 0
يختلف الزمان والمكان على مر التاريخ لكن تبقى الثوابت (المبادئ) راسية لا تتغيّر مع الزمن... والتاريخ شاهد على ذلك.
عندما تحدثنا عن حريق المنقف في المقال السابق حاولنا أن نصدقهم القول في توجيه النصيحة حيث الدين النصيحة.
في 22 فبراير 2015، نُشر لي مقال بعنوان (قلتها من قبل: ما ينفع العلم في هادي...!) وتحدثت في المقال عن دائرة الفوضى... وبعدها نشر لي مقال بعنوان (قرارات فوق تحت) في 8 أغسطس 2020، وبعدها بعام نشر مقال بعنوان (مؤشرات القرارات المدروسة !) في 2 أغسطس 2021.
وحصل ما توقعته، حيث ارتفعت أسعار المخازن التي قد تصل إلى الضعف!
وقلت لزميل يحاورني حول منظومتنا الإدارية: اجلس مع أي مسؤول وقل له (أصدقني القول... إلى أين نحن متجهون؟).
أجزم بأنه لا يعلم التفاصيل وكما قيل (الشيطان يكمن في التفاصيل)!
قد نجد إجابات كما يعرف النقاد والأدباء أقرب لـ (أحسن الشعر أكذبه) فالشعراءُ يقولون ما لا يفعلون.
أنا لا أجيد النفاق وأدعو ربي عز شأنه أن يهبني صدق القول وتوجيه النصيحة لتعم الفائدة على البلاد والعباد.
مضى علينا عقود من الزمن ونحن نبحث عن متنفس منعكس من قرارات جريئة تحقق التنمية والرفاه ورغد العيش والرخاء التي «قتلت في مهدها» لأسباب يعلمها المتابع للأحداث.
صراعات أفرزت حالة «الفوضى» واستمرارها سيثير حالة من التيه الإداري والتخبط الإداري إن صح التعبير.
إنّ القرارات المدروسة كي تخرج لنا، فلا بد في البداية الاعتراف بالأخطاء.
«رب أدخلني مُدخل صدق وأخرجني مُخرج صدق»... هذه الآية فيها دلالة على طلب الثبات على المبادئ والقول الحسن واتباع أصدق القول، وبذلك سنتجنب عقاب الله عز شأنه، وقد قال إبراهيم عليه السلام في الدعاء «واجعل لي لسانَ صدقٍ في الآخرين»!
وقد تناقل في الأثر قول أمير المؤمنين علي بن طالب، (صديقُك مَن صدَقَك لا مَن صدّقك)، وقد لُقّب الرسول، صلى الله عليه وسلم، بأنه (الصادق الأمين) قبل بعثته الشريفة.
نحن نقتدي بما جاء في القرآن الكريم وما جاء في الأحاديث عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، ونسعى قدر المستطاع إلى بسط محتوى يعزّز القيم الإسلامية في المجتمع الكويتي.
الزبدة:
مما تقدم، نطالب برؤية جديدة وتطبيق للإدارة الإستراتيجية والاستعانة بمن يصدقنا القول في توجيه النصيحة (الاستشارة) وخلاف ذلك لن نتقدم خطوة واحدة.
صفّوا القلوب أولاً... وأصدقوا القولَ وأزيحوا كلّ مسؤول أو استشاري ثبت تقصيره أو عدم كفاءته. ثانياً، حاسبوا بعد ذلك كلّ مَن ينشر الكذب والتدليس ويروّج الإشاعات في وسائل التواصل الاجتماعي.
ويبقى تقييم الأداء مبنياً على القرارات وحسب مردود كل مشروع على العباد والبلاد، وهذا إلى هذه الساعة لم نلاحظه...
نسأل الله عز شأنه أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة من قياديين ومستشارين... الله المستعان.
تعليقات