د.نجم عبدالكريم: توريقة د. الغذامي
زاوية الكتابكتب د. نجم عبدالكريم يونيو 10, 2024, 11:09 م 641 مشاهدات 0
كتب الدكتور عبدالله الغذامي: هذا درس تعلمته من «تويتر»، الذي دخلته بعقلية الأكاديمي حين احتجت إلى شرح مصطلحات بـ 140 حرفاً، وبدا لي الأمر مُحالاً، لكن مع التجريب نجحت في ترويض اللفظ والتفكير معاً، وحينها اكتشفت أن ذهني «سيُتَوْتَر»، أي سيكون بمقياس 140 حرفاً.
***
ويضيف د. الغذامي في كتابه المعنون «وهذا باب في التوريق... التوريقات 1-1 00»: ما نكتبه في صفحات هل نستطيع أن نكتبه في أسطر؟! ثم يُشير إلى الدرس الذي تعلَّمه من «تويتر»، بوصفه لغزاً ثقافياً، بعد أن جاءته فكرة أن يُجرب نوعاً من المقالة/ التغريدة، ليطلق عليها اسم «توريقة»، بحيث تأخذ بقانون الأسطر بدلاً من الصفحات.
***
ومما كتبه د. الغذامي: في تجاربي التقليدية مع الكتابة الصحافية لاحظت أني أنساق وراء قياس تمكَّن مني ومن ذهنيتي، ويدور غالباً وتلقائياً على أربع صفحات، ومعظمها تتوقف عند منتصف الصفحة الرابعة، وكأن ذهني برمج نفسه عند هذه الحدود.
***
ويضيف: حين نقول «توريقة»، فإنها بالضرورة تستدعي كلمة «تغريدة»، وهذه الكلمة هي المسيطرة ذهنياً اليوم، ولنتصور مفردة تغريدة قبل عشر سنوات، هل سيكون لها التصور نفسه كما هي اليوم؟! وهو حضور يصنع حالة تداعٍ تلقائية لناتج المفعول/ الوسيلة حينما تسيطر ثقافياً، فتجلب معها مفرداتها وتصوراتها مع ثورة التواصل، حيث سادت خصائص ثقافة الصورة وإبرازها: المباشر، والاختصار، والدقة، والتلوين.
***
وهكذا، وجدتُ نفسي أسيراً مع صفحات الدكتور عبدالله الغذامي من توريقته الأولى، وحتى الصفحة 208، التي احتوت على مقالته عن العثيمين (كلما كبرت الفكرة كبر ثمنها)، وكانت رحلة ممتعة مع مقالات متنوعة كان الدكتور الغذامي ينشرها في الصحف، ثم جمعها في هذا الكتاب الممتع.
تعليقات