د.تركي العازمي: طُوبى للغرباء...!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي مايو 29, 2024, 9:42 م 1168 مشاهدات 0
يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، الذي قال عنه عزّ مَن قائل «وما ينطقُ عن الهوى، إنْ هو إلا وحيٌ يُوحى»: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطُوبى للغرباء». وفي رواية أخرى «قيل: يا رسول الله! مَن الغرباء؟ قال: الذين يُصلِحون إذا فسدَ الناسُ»، وفي لفظ آخر «يُصلِحون ما أفسد الناس من سنتي»... هذا ما جاء في تفسير ابن باز، رحمه الله.
و«طوبى» شجرة في الفردوس.
ونحن نعلم أن هناك فرقاً كبيراً بين الصّالح والمُصلِح، ونتطلع إلى الجميع بأن يكونوا على فطرة الإسلام وأن يتبعوا سنة نبيهم، صلى الله عليه وسلم.
فالرسول، صلى الله عليه وسلم، قال:(سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصدّق فيها الكاذب، ويكّذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلّم في أمر العامة).
وعليه، لقد برز في السنوات الأخيرة مَن يحاول اتباع هواه في تفسير الأحدايث النبوية وما تتضمنها من إرشاد وتوجيه ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل بعضهم يفسّر آيات القرآن بطريقة مُنحرفة مضللة.
وقد راق لي ما جاء في مقال للدكتور هشام كلندر، حول ما يفسد الناس ويصلح حالهم «يفسد الناس عندما تغيب البيئة المنضبطة التي تحافظ على النظام القائم على العدالة والتي تكافئ المجتهد والمصيب، وتعاقب المقصّر ومن يعتدي على القانون والنظام، مع غياب البيئة التي تمكّن القوي الأمين وتبعد الفاسد ذا النفس الضعيفة، مع غياب البيئة التي ترعى الفضيلة وتحارب الرذيلة، وتعامل الجميع بسواسية ولا تفرّق بين الغني والفقير، والبيئة التي تمكن المُصلِحين وتبعد المفسدين»!
الشاهد، أن الثبات على النفس الإصلاحي مطلوب لمواجهة «الرويبضة» الذين ازداد عددهم بشكل ملحوظ.
فكيف لمحدودي العلم والمعرفة (الثقافة) والخبرة وسلوكهم ونزاهتهم محل شك أن يبنوا وطناً؟
فوزوا بـ «طوبى» واحذروا من متابعة التافهين الجهلاء «سطحيي الفكر» والمروّجين للسفاهة في وسائل التواصل الاجتماعي وحاولوا أن تكونوا معولَ بناء عبر توجيه النصيحة.
إنّ توجيه النصيحة من قِبل أهل العلم والمعرفة (الثقافة) الصالحة ومن امتلك خبرة طويلة وعرف عنه حسن السيرة والسلوك لهو مطلوب في هذه السنوات إن كنا نريد النجاة من عقاب الدنيا قبل الآخرة.
الزبدة:
سقتُ هذه المعلومة لعلّ مَن يقرأها يفهم الفرق بين الصّالح والمُصلِح، وكي يحصّن نفسه ومعتقداته وفكره من هرطقات الرويبضة التي تنتشر بشكل واسع.
أكثروا من الدعاء الذي جاء في سورة الكهف «ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرِنا رَشدا».
اللهمّ وفق ولي الأمر لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى، وهيئ له البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه...
الله المستعان.
تعليقات