عبدالعزيز الفضلي: غزّة... والذئاب!

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 970 مشاهدات 0


لم يكن مستغرباً أن يرتكب الجيش الصهيوني مجزرة جديدة في رفح يوم 26 مايو، عندما قصفت طائراته الحربية خيام النازحين في رفح ما أدى إلى استشهاد أكثر من خمسين فلسطينياً معظمهم من النساء والأطفال، وجرح أكثر من 200 آخرين!

فهذا العدو له تاريخ أسود في ارتكاب المجازر في الماضي والحاضر، كمجزرة دير ياسين، وقبية، وكفر قاسم، وجنين، والحرم الإبراهيمي، إلى الإبادة الجماعية في حربه الأخيرة على غزة والتي خلفت ما يزيد على 35 ألف شهيد وأكثر من 80 ألف جريح، ومئات الآلاف من المشردين والنازحين!

لقد استحقّ اليهود اللعنة من الله تعالى بسبب تاريخهم الأسود والذي منه قتل الأنبياء والمرسلين، لذلك لن نتوقع منهم رحمة ولا رأفة مع خصومهم.

إنّ المجازر التي ترتكب في غزة تشارك فيها أطراف عدة، منهم من يشارك فيها دعماً ومساندة وتأييداً كالولايات المتحدة، والتي تاريخها ملطخ بالدماء منذ القنابل الذرية التي أُلقيت على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في الحرب العالمية الثانية، مروراً بحرب فيتنام، ثم حربهم على العراق وأفغانستان والتي خلفت الملايين من الشهداء والجرحى.

ويشارك في مجازر غزة الصامتون من العرب والمسلمين!

إنّ من الواجب الشرعي والعروبي والأخلاقي والإنساني أن يكون هناك تحرّك عملي من العرب والمسلمين - لنجدة أهل غزة ونصرتهم، ديبلوماسياً واقتصادياً وإعلامياً وبكل الوسائل المتاحة.

وعلى العرب والمسلمين أن يتعلموا من التاريخ، وليتذكروا ما جرى لبلاد المسلمين في الأندلس، وكيف خسروا ممالكهم واحدة بعد الأخرى، وتركهم إخوانهم لقمة سائغة لدى الصليبيين، حتى انتهى الأمر بسقوط جميع الممالك.

وليتذكر العرب خاصة بأن حلم الصهاينة بإقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ما زال قائماً!

فهل يدرك العرب مدى الخطر الذي يحيط بهم، ليهبوا لنصرة غزة ويمنعوا سقوطها، أم سينتظرون اللحظة التي يقولون فيها «أُكِلتُ يوم أُكِل الثورُ الأبيض»؟

وإذا تركت أخاك تأكله الذئاب

فاعلم بأنك يا أخاه ستُستطاب

ويجيء دورك بعده في لحظة

إن لم يجئك الذئب نهشتك الكلاب.

إن تأكل النيران غرفة منزل

فالغرفة الأخرى سيدركها الخراب.

تعليقات

اكتب تعليقك