حسن العيسى: ما هي مصلحتكم؟
زاوية الكتابكتب حسن العيسى مايو 25, 2024, 9:30 م 1546 مشاهدات 0
ليس لهم مصلحة غير الغطرسة والتعالي على الغير، ويعيشون تحت وَهْمٍ كبير، بأنهم أفضل من كل هؤلاء الذين ليس لديهم «جنسية بالتأسيس» أو نسلهم مهما امتد للأسفل. ماذا يعني أن نكون أو لا نكون كويتيين «بالتأسيس»؟ وهي صفة اُختيرت من تاريخ عشوائي لتقرير مَنْ هو الكويتي في قانون الجنسية لسنة 59 وكان هذا تاريخ بناء السور 1920 حسب لقاء المرحوم حمد العيسى وذكريات ثورة التشريع مع الراحل السنهوري. وجود الآباء المؤسسين قبل هذا التاريخ كان محض المصادفة التاريخية لا أكثر، حالهم حال كل البشر في العالم.
لم يكن بينهم إسحاق نيوتن، ولا كان نسلهم يحمل جينات أينشتاين، أو أي من العلماء والمفكرين الذين غيَّروا مجرى التاريخ. كانوا أُناساً بسطاء، أهل حرف، وتجاراً، وأبناء بادية، عانوا ذلك الزمن وجدبه، ولم يكن يخطر ببالهم أن يأتي أحدٌ من ذريتهم كي يرفع شعار أنه «بصفته» ابن والده ونسل جده، فله وحده أن يختص بالحقوق السياسية، وهي من أسس حقوق الإنسان دون غيره مهما امتد الزمن بالذين اكتسبوا الجنسية بعد ذلك التاريخ، وأيضاً ذريتهم إلى أبد الآبدين.
أسباب المحكمة الدستورية (غرفة المشورة) واضحة حاسمة، بأن الطاعنين في دستورية القانون رقم 44/ 1994 ليس لهم «مصلحة شخصية» في تقديم الطعن، مصلحة تعني غياب الصفة التي تسوغ الطعن والدعوى بصفة عامة، «الصفة» هي مصلحة اقتصادية يحميها القانون في أبسط تعاريف «الصفة القانونية»، فأين الضرر الذي أصاب الطاعنين بالقانون المطعون به؟ وأين المصلحة التي فوَّتها عليهم ذلك القانون؟
أساساً، ووفق التفسير العقلاني لنصوص قانون الجنسية، يُعد أبناء المتجنسين كويتيين بصفة أصلية حسب المادة الثانية من قانون الجنسية «يكون كويتياً كل من وُلد في الكويت أو في الخارج لأب كويتي»، وعلى ذلك لم تكن هناك حاجة ولا داعٍ لتشريع خاص، كما جاء في قانون 44 لسنة 1994، لكن التطبيق حتى ذلك التاريخ 1994 كان منحرفاً، ولم يصنع ذلك القانون، غير أنه صحَّح ما يجب أن يكون.
الدولة تعيش في منطقة تحديات كبيرة، وليس لها من أسباب القوة والمنعة غير وحدة أهلها وأعمال المساواة القانونية والاجتماعية بينهم، ومثل تلك المواقف العنصرية لا يجوز أن يكون لها مكان اليوم، وكل الأمل أن يستدرك هذا الأمر فرق الفرز الطائفي والعشائري. اصمتوا الله يخليكم.
ملاحظة: أهلاً بالنجم الكوميديان باسم يوسف في الكويت، وهو الذي ناضل عبر فنه بلقاءاته المتعددة من أجل أهل غزة ومأساتهم مع الدولة الصهيونية، وكانت رسالة الفن التي حملها سامية وإنسانية بكل معانيها.
تعليقات