معارضة شعرية بين د. أديم الأنصاري وفيصل العنزي في أجواء الشاعر الأندلسي أبي مدين الأنصاري

فن وثقافة

الآن 1698 مشاهدات 0


الشاعرة المتمكنة د . أديم الأنصاري  في قصيدتها الجميلة عارضت  قصيدة الشاعر المعروف أبو مدين شعيب الأنصاري الأندلسي  الذي وُلد في إشبيلية بالأندلس  وتوفي في تلمسان بالمغرب سنة 594 هجرية،  ولُقَّب  ب" "بشيخ الشيوخ "وهو  أحد كبار الشعراء الصوفية  وكان مطلع  قصيدة أبي مدين محل المعارضة :
تملكتمُ عقلي وطرفي ومسمعي
وروحي وأحشائي وكلي بأجمعي

فجاءت معارضة الشاعرة أديم بقصيدة تحمل ذات الوزن والقافية ،جزلة المعاني ، محكمة الصور إذ تقول:

تصبّرتُ حتى لم أزل متولّعا
وأنت الذي ينأى برغم تولّعي

أَ أجفَيتَني ضعفاً وصرتُ ضحيةً
عشقتُك ناراً كي تشبَّ بأضلعي

فلا الماء يطفيها ويبردُ حرُّها
ولا العينُ ترويها بحزني وأدمعي

أطبعُك صدّي والهوى لن يصدَّني
ولن يغلب الطبعُ القديمُ تطبُّعي

فلست  الذي  قربتُه  بتواضعٍ  
ولا كبريائي  عنك  طاع  ترفُّعي

سلامٌ على خدّي الذي ذاب وردُه
سلامٌ على أرضي وروضي ومربعي

سألتُك  حبًّا لا  يُوارى  وينتهي
فأفجَعْتني  بعدا  فيا  لتفجُّعي

ولذتُ لقلبٍ مخلصٍ لمواجعٍ
فإنْ صرتُ موجوعا فداك توجُّعي

أ حين ينادي البينُ لبّيتَ كلَّه !
أتيتَ كبعضٍ إذ أتيتُك أجمعي

كأنك  مفقودٌ  وإني  كفاقدٍ
تخيلتُك الموجودَ في كل موضعِ

ستبقى كروحٍ لم أفارقْكَ لحظةً
فكيف تغيبُ الروحُ وهْي هنا معي


***
وإعجاباً منه بقصيدة الشاعرة أديم الأنصاري قام الشعر المتمكن فيصل سعود العنزي بمعارضة قصيدتها وزناً وقافيةً بقصيدة جميلة مفعمة بالحس الوجداني حيث يقول:

شكرت  أبا مدين عن فيض أدمعي
وقد حرك الوجدان ما بين أضلعي

فما يحي الذكرى سوى بعض مابنا
من الوجد في شوق على نار مولع

أديم التي قالت من الصبر مابها
ومن حيثما قالت عليها توجُّعي

فأني من النجوى ذكرت قصيدها
وأشكو من النجوى حشاشة نازعِ

لعمري وما الهجران بعد مسافةٍ
وما الحب في قرب على نوح ساجعِ

لقد نازعت بعضي وكلي صبية
لها  فارقت روحي وطارت ولا تعي

نظرتُ   إليها  إذ  تطير  بلوعةٍ
إلى أين ما راحت تطير بأضلعي

وحلت بمن كانت بجرحي شجاعة
وإني منيعٌ في الهوى  لم  يمنَّع ِ

أردت شفاعة من الحب في الهوى
ولكن من هول الهوى لم أشفَّعِ

فما البعد ينئينا ولا القرب من دنا
فإن الهوى وصلٌ على غير موضعِ

تعليقات

اكتب تعليقك