د.تركي العازمي: هل تشرق شمس الكويت...؟

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 1036 مشاهدات 0


بعد الأمر الأميري بحل مجلس الأمة ووقف بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد على أربع سنوات يتم خلالها دراسة جميع جوانب المسيرة الديموقراطية، لاقت خطوات سمو الأمير صدى إيجابياً، وكان لا يخلو مجلس يجتمع فيه العقلاء الحكماء من أصحاب الخبرة الصالحة من طرح تساؤل: هل تشرق شمس الكويت من جديد وتعود إلى عصر السبعينات؟

تميز عصر السبعينات بقيادة رجال وطنيين يحملون هم الوطن والمواطنين وفق رؤية إستراتيجية تهدف إلى تحسين وضع الوطن وأداء مؤسساته، وكان المردود واضحاً على الوطن ويلتمسه المواطنون.

الشاهد، أننا بعد عام 1991 انشغل الكثير في الجوانب المادية وكيفية تحقيق المكاسب الشخصية سواءً من مال أو منصب، وتداخلت الأطراف في ما بينها وكل «يدني النار صوب قرصه»، ناهيك عن تدني مستوى أدب الحوار خاصة في قاعة عبدالله السالم.

يعني قرابة الأربعة عقود ونحن نعيش النمط نفسه والنهج ذاته في التعامل مع قضايانا المحلية إلى وقت صدور الأمر الأميري.

في السابق، كنا «حساسين» من كلمة الحق والقول الصريح والنقد المباح التي ينطق بها المواطنون ذوو الحس الوطني بحرقة تجاه «الشخبطة» التي كنا نعيشها.

وأصبحت الأخبار تُستقى من وسائل التواصل الاجتماعي... وابتلينا ببعض سطحيي التفكير الذين يحتاجون «الحجر» كي لا يسمح لهم بالحديث عن شؤون العامة.

عندما نقرأ القرآن الكريم الصالح لكل زمان ومكان ألم نلاحظ التحذير من رب أعلم بشؤون العباد ومغير الأحوال بين الكاف والنون.

يقول عز من قائل: «وإذا أردنا أن نهلكَ قريةً أمرنا مُترفيها ففسقوا فيها فحقَّ عليها القولُ فدمّرناها تدميراً»... فماذا نفهم؟

المناصب وحمل هُموم الوطن لا يجب أن تنوط بأي فرد لمعيار «قريب، عزيز» أو «من طرف فلان»... إنها أعمق وأكبر من ذلك ويؤسفني ويحزن الكثير غيري أن ممارسات الماضي تشير إلى أنها تتخذ هذا النهج، والكثير منها المتسبّب به بعض أعضاء مجلس الأمة الذين يرون أن «الواسطة» فوق القانون.

هذا هو سبب تراجع الأداء لدينا مع الأسف... تركنا حينها الأخيار واستعنا بمن هم «ما يسرحون بالتالية من الغنم»، وأعني لا يمتلكون معايير «رجال دولة» وبعضهم مع بالغ الأسف لا يجيد التعامل مع الآخرين وهو من الأُسس الواجب توافرها في رجل دولة.

لذلك ومما تقدم، نتمنى أن تنتهي تلك الحقبة ويصبح الاختيار بناءً على الكفاءة.

الزبدة:

نتمنى أن تشرق شمس الكويت من جديد؟

أقسم بالله إن الأمر بسيط للغاية... فقط علينا أن نحسن الاختيار بعيداً عن الدائرة ذاتها التي نبحث فيها من قبل عمن يقود مؤسساتنا، والأهم من هذا وذاك هو إيجاد بطانة صالحة تخلص في منح الاستشارة والاعتماد عملياً على الإدارة الإستراتيجية...

الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك