د.تركي العازمي: النزاهة... وقوى الفساد!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 972 مشاهدات 0


في كل مناسبة تمر، يتباحث العقلاء المتسمون بالرشد والعلم والمعرفة والثقافة حول الأوضاع الحالية وكيف نستطيع أن نحقق التنمية المستدامة ونقضي على الفساد من جذوره.

يبدو لي أن هناك إجماعاً بأن الحل يبدأ من أخذ الاستشارة من أهل الاستشارة وأن يتم وضع تشريعات وقوانين وحكومة رقمية تمنع التحايل والنصب والتنفيع، وهذا يحتاج إلى وجود رجال دولة من الأخيار ويتم دعمهم بقوة لوضع الأسس والأُطر المؤدية إلى مكافحة الفساد وإرساء القواعد الأساسية لجلب المستثمر الدولي عبر مشاريع تنموية مدروسة بعناية وفتح السوق للتنافسية لكسر الاحتكار.

تذكّرت ما يدور في الملتقيات وأنا أقرأ تقريراً نشر للبنك الدولي حول تعزيز فعالية الحكومات وشفافيتها: مكافحة الفساد، والذي تضمن رسالتين من الرسائل الرئيسية:

ـ يمكن أن تؤدي الإصلاحات الخاصة بالحكومة المفتوحة إلى تقوية العلاقة بين الحكومة والمواطنين ما يزيد من مستويات الثقة ورأس المال الاجتماعي.

ـ لكي تكون الغلبة للنزاهة على قوى الفساد، يلزم تكوين تحالف واسع وقوي يستخدم أدوات متنوعة لتعزيز الشفافية والمصارحة.

وتحدث التقرير حول تجارب دول من آسيا وأفريقيا عن أهمية الاستعانة بالجهات المتخصصة في تتبع الأموال المنهوبة ومنحها التفويض والأدوات والثقة من قِبل رؤساء الدول.

لا شك أن الكويت وعلى حد علمي تنوي مكافحة الفساد والقضاء عليه إلا أن التركة كبيرة جداً، وتصوري أن البداية تكمن في اختيار كادر استشاري (بطانة صالحة) وقياديين وسَن تعديلات دستورية وقانونية وفرض الحكومة الإلكترونية.

فالمواطن يشعر بالثقة عندما يجد حقه قد تم توفيره إلكترونياً دون «واسطة»... وكما أشرنا مسبقاً بأن الواسطة هي أخطر أدوات الفساد المتبعة في كل شؤون حياتنا ومعاملاتنا اليومية بما فيها المشاريع.

والمواطن عندما يشعر بالرضا والثقة من الخدمات المقدمة له ويرى الفاسدين قد زجوا في السجون والأموال المنهوبة قد استردت أعتقد أن اختياره لممثليه سيكون مختلفاً نوعياً.

وأحد أبرز مداخل الإصلاح للوصول إلى رضا المواطنين هو تطوير التعليم وتحسين الرعاية الصحية والطرق والخدمات والأهم المستوى المعيشي.

الزبدة:

أستغرب من بعض أحبتنا متواضعي الثقافة وهم يتابعون البعض بنظر وهؤلاء أعني المنظرين، هم الخطر الحقيقي حيث إنهم لا يعرفون حقيقة توقعات المواطنين وتطلعاتهم للمستقبل القريب.

على أصحاب الخبرة الحسنة والعلم المميز والمعرفة والثقافة الصالحتين عدم السكوت وترك الساحة لمن هو في واد ومبادرات رجال دولة في واد آخر.

نحتاج بناء الثقة في الكوادر من الخبرات الوطنية المنسية، فالاستعانة بأهل الشرف تعتبر الأساس لبناء كويت الغد كويت النزاهة والقضاء على الفساد... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك