د.تركي العازمي: تفاءلوا... وتجاهلوا!

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 974 مشاهدات 0


من أصعب الأمور التي قد تمر على ذهنِ المطّلع على الأمور والمثقف في جزئية إدارة مؤسسات الدولة ويمتلك خبرة وعلماً ومعرفة تتمثل في الدخول بجدال مع من لا يملك ثقافة توازي مستوى ثقافته.

البعض «يتلاقف» الأخبار ويتابع ما ينشر، وقد ذكرت أن السواد الأعظم من الأخبار التي ينشرها مشاهير السوشيال ميديا (هكذا يصفونهم)... أخبار غير صحيحة وبعضها يخدم أجندة خاصة.

طيب... أنت في دولة أنعم الله عليها برجال أصحاب خبرة ومعرفة وعلم وتمتلك كل الإمكانات لتصبح في مصاف الدول المتطورة: «ليش تتحلطم» و«ليش» تكون طرفاً في صراعات وتتبع حسابات مشبوهة وإن صحت بعض أخبارها فهذا مؤشر خطير جداً؟!

وإن صح شعور الأغلبية أن الوضع لا يدعو إلى التفاؤل جدلاً، فهذا لا يعني أن نقتل روح التفاؤل فنحن لا نعلم ما يدور: فكيف لنا الحكم على سيل من الأخبار الكاذبة أو تكهنات قد تكون صحيحة وقد تكون مجرد اجتهادات غير صائبة؟

ما المانع أن نتفاءل بحذر كما ذكرت في السابق؟

إن التفاؤل مطلوب... وهذا الشعور يتحقق متى ما وجدنا في المقبل من الأيام حُسن اختيار للمستشارين والقياديين حسب مفهوم رجال دولة الذي نحن أحوج إليه من أي وقت مضى.

والتجاهل أو لنقل التغافل نهج طيب لا سيما عندما تكون الأمور غير واضحة.

كم واحداً سألته عن الأوضاع وأجابك إجابة وافية... نادر جداً؟

لذلك، نطالب بشفافية ورؤية جديدة وتطبيق للحكومة الرقمية وإزاحة كل قيادي ومستشار كان طرفاً في تراجع أداء مؤسساتنا وبالأخص الخدماتية والتعليم والصحة والطرق والقائمون على رسم الإستراتيجيات ومن ضمنها التنموية وأي «حسود» أو في قلبه «جشع» يجب أن نحيده ولنأتي بالأخيار لننهض بالبلاد.

نحتاج إلى نَفَس جديد... تغيير شامل من دون أي مجاملات وأن يكون برنامج عمل الحكومة محدد الأهداف عبر مشاريع تحويلية محدد لها زمن التنفيذ والتكلفة «غير المنتفخة» ومذكور الجهات المعنية بالتنفيذ لكل هدف ويتم وضعها في رؤية جديدة وإستراتيجيات عمل واضحة المعالم ويكون مردودها على الوطن والمواطن معلوماً.

أعود وأكرّر لا يمكن لنا تحقيق الإصلاح في ظل وجود الفاسدين أو المتعاونين معهم.

الزبدة:

خلال الفترات الحرجة التي فيها الرؤية غير واضحة... نقول للجميع تفاءلوا وتفاءل بحذر حتى تتضح الصورة وأتمنى من الجميع أن يتجاهلوا كل مصادر الأخبار (مروجي الإشاعات) ممن يفترض توجيه التهم لهم.

الكويت تستحق الأفضل... تستحق مستوى معيشياً أفضل وحماية جيب المواطن من رافعي الأسعار وفتح السوق.

الكويت تستحق تعليماً أفضل، طرقاً أفضل، رعاية صحية أفضل، تنمية أفضل، قياديين ومستشارين أفضل، وبنهج أفضل مختلف شكلاً ومضموناً.

الكويت تستحق منا التفاؤل والمطالبة بالالتزام بالدستور الكويتي وبتطبيق القانون على الكبير قبل الصغير... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك