عبدالعزيز الكندري: لهذا نشارك بالانتخابات؟

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الكندري 3569 مشاهدات 0


مع فتح أبواب الانتخابات، هناك الكثير من الكلام الذي يقال ولكن نحاول أن نختار ونلخص ما هو مهم، ولتعم الفائدة الجميع، وأعتقد أن أصل المشكلة هي النظرة إلى كرسي البرلمان كمغنم يتكسب المرشح من خلاله العديد من الخدمات والفوائد، وهذا هو أصل الداء الذي يحتاج الدواء، متى يعي السياسي والناخب بأنه في قاموس العمل السياسي لا يوجد شيء اسمه «أنا»، ولكن هناك كلمة «نحن»، بمعنى أن العمل الجماعي هو الذي يجب أن يسود، وأن نبتعد عن البطولات الفردية الوهمية، والكتل السياسية والسياسين السابقين يتحمّلون المسؤولية الأكبر كونهم لم يقوموا بهذه التوعية.

لذلك، شارك بهذه الانتخابات ولا تكن سلبياً، وعدم مشاركتك معناه أن تتخلى عن دور مهم له في التغيير، لأنه كلما زادت نسبة المشاركة ارتفع عدد النواب الإصلاحيين للوصول إلى قاعة «عبدالله السالم»، والاكتفاء بالجلوس في المنزل والتحلطم على الحكومة أو النواب لن ينفع ما دمت لم تستخدم الحق الدستوري بالتصويت، وتدرك بأن التصويت أمانة، لذلك ضع أمام عينيك مستقبل الكويت وأنت تقترع.

وبفضل الله تعالى علينا نحن نعيش في بلد آمنين مطمئنين، والله نسأل أن يديم علينا هذه النعمة، لذلك لا تكن سلبياً في تفكيرك وشارك لتساهم في التغيير نحو الأفضل، وبتكاتفنا وتعاوننا سيصل النائب الأفضل لقاعة عبدالله السالم، وإن لم تفعل فمشاكلنا ستزداد أكثر.

نعم، نحن في تراجع على المستويات كافة، خاصة لو شاهدنا النمو الكبير الحاصل في الدول المجاورة لنا فستجدها في عمل تنموي مستدام مستمر، ونحن التنمية شبه معطلة لدينا، ولكن المسؤولية متفاوتة على حسب السلطة والكل مسؤول عن تراجع التنمية.

مجلس الأمة يحتاج رجال دولة يعملون بروح الفريق الواحد بعيداً عن المصلحة الشخصية، وبوجودهم يقوى العمل وعندما تفقدهم تجد المعارك الهامشية، ويقول جاسم السعدون: «الإيرادات العامة في الكويت، لا في غيرها، لم تتعدَّ معدل المئة مليون دينار، ما بين بداية الخمسينات وأواسط الستينات، ولكنها إدارة تمكنت أن تصبح المثل والقدوة. في ذلك الزمن تعملق العقل وصنع دولة لا مثيل لها في محيطها، من إنجازاته تأسيس أول صندوق سيادي في العالم، وفيها شُيدت مدرسة ثانوية الشويخ بمستوى أفضل الجامعات، ومجمع الصباح الصحي ليغطي خمسين سنة قادمة، وفيها صمم أول وأفضل مخطط هيكلي».

والمرحلة المقبلة، تتطلب الهدوء والاتفاق على أجندة بين الحكومة والنواب، وإعطاء الحكومة فرصة سنة لكي تعمل وتقدم ما لديها من تصورات وبرامج عمل تعكس رغبتها في الإصلاح، وبعد ذلك تكون المحاسبة وليس قبل بأن تبدأ وتقدم برنامج عملها، والتركيز على القضايا المهمة والتي تتطلب من الجميع الابتعاد عن الشخصانية والتعاطي مع الأحداث والقضايا المطروحة بفردية وضرورة تقديم مصلحة الوطن، خصوصاً في القطاعات الصحية والتعليمية وقطاع الإسكان.

لمَ ستصوت في هذه الانتخابات؟

إذا أردت أن تصوت فابحث عن المرشح الذي يتحدث عن تذبذب أسعار النفط وميزانية الدولة تعتمد عليه بشكل كبير، ومن يهتم بالقضية التعليمية والصحية والإسكانية ولديه برنامج عمل واضح، ومن يقدم مشروعاً يسعى للعمل عليه بعيداً عن العواطف، والملتزم بحضور اللجان البرلمانية ولديه مشاركات فعالة.

مهم جداً أن نحسن الاختيار من أجل مستقبل الكويت فالتحديات الداخلية والخارجية كبيرة، ونحن أمام فرصة تاريخية لتعديل المسار، وهذا الأمر بيد الناخب لأنه صاحب الكلمة في هذا اليوم والعُرس الديموقراطي، وقد يكون حُسن الاختيار صعباً وليس بالأمر الهين نتيجة تراكمات سابقة من شراء ولاءات الناس عبر تقديم مجموعة من الخدمات والمعاملات، ومع ذلك يجب أن نتسامى عن مصالحنا الذاتية ونفكر في الأجيال القادمة وفي الوطن الذي يحتاج منا إلى فزعة في المجالات كافة.

تعليقات

اكتب تعليقك