مظفر عبدالله: عن برامج المسابقات التلفزيونية!
زاوية الكتابكتب مظفر عبدالله مارس 30, 2024, 11:49 م 3437 مشاهدات 0
أول العمود:
تعزيز موارد جمعيات النفع العام ضروري... بعد شهرين نحن على موعد لتقديم تقرير من وزير الشؤون الاجتماعية لمجلس الوزراء حول هذا الموضوع.
***
بداية يجب التمييز بين برامج المسابقات التلفزيونية المعلوماتية والابتعاد عن التعميم، فهناك برامج مخصصة لتوزيع الأموال بأي شكل من الأشكال، لدرجة أنك لا تتذكر أي سؤال استفدت من إجابته بعد مغادرة الشاشة على شاكلة: ما اسم العُملة النقدية لأميركا! في حين هناك برامج هجينة تراعي الجهل العام في مجتمعات لا تهوى القراءة مع قليل من الجدية في إطلاق أسئلة مفيدة تتطلب اطلاعاً.
هناك عدة ملاحظات يمكن بيانها لمثل هذه البرامج التي تغزو الشاشات الصغيرة في شهر رمضان، وربما أهمها الشخص الذي يدير البرنامج ومدى قبول المشاهدين له، ولعل أكثر البرامج شهرة هي التي كان المذيع فيها مميزاً في أدائه مثل بوب باركر في برنامج السعر الصحيح، ومن يربح المليون لجورج قرداحي، وبنك المعلومات لعمر الخطيب.
هناك أيضاً برامج الشارع التي يذهب مقدم البرنامج لعامة الناس لنكتشف سخف بعض الأسئلة وعبثيتها في برنامج مسابقات كالسؤال عن طول القولون أو أول هدف في كأس العالم! في حين يقع البعض بسبب الربكة في إجابة غير صحيحة عن سؤال: حاصل ضرب 4 في 6 كما حدث في برنامج مسابقات كويتي قبل أيام.
تكشف بعض البرامج كذلك ظاهرة الجهل بمعلومات موجودة في دفاتر التعليم العام منها: تاريخ استقلال دولة المشارك في المسابقة، أو عدد دول مجلس التعاون، وهكذا.
هنا يجب التفريق بين برنامج مسابقات يهدف إلى الترويج للشركات الاستثمارية الممولة له، ولا يهم محتوى الأسئلة فيه، وهي الأكثر رواجاً مع الأسف، وبين برنامج يهدف للترفيه ضمن مشروع تعليمي وتربوي وفكري يفيد الأسرة والفرد معاً، ومما يؤسف له أن النوعية الأولى هي الرائجة في وطننا العربي.
هنا نتذكر برنامج (سين جيم) الشهير الذي كان يقدمه تلفزيون الكويت في سبعينيات القرن الماضي وملاحظة كم التنظيم وطريقة الإدارة وشكل الأسئلة المقدمة للجمهور من قبل الإعلامي شريف العلمي، وكذلك برنامج (مع الطلبة) الأكثر شهرة للمعلق الرياضي خالد الحربان.
برامج المسابقات المعلوماتية التلفزيونية وسيلة تثقيف ناعمة للمجتمع، فلتكن بعيدة عن مسألة توزيع العطايا للجمهور.
تعليقات