هل أخفقت المساعدات الجوية في إنقاذ غزة من الجوع؟
عربي و دوليالآن - وكالات مارس 27, 2024, 9:48 م 427 مشاهدات 0
يترقب السكان في شمال غزة الذي دمرته الحرب المظلات السوداء والرمادية والزهرية المحملة مؤنا التي تلقيها الطائرات منذ أكثر من شهر، ويجرون لالتقاط ما تحمله، لكن إلقاء رزم الطعام من الجو يثير جدلا خصوصا أنه تسبب مؤخرا بمقتل 18 شخصا.
ودعت حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة في 2007 إلى وقف هذه العمليات "فوراً" وفتح المعابر لإدخال المساعدات براً بعدما غرق 12 شخصا الاثنين أثناء محاولتهم استعادة رزم سقطت في البحر، وقُتل ستة جراء التدافع.
كان البحر هائجاً، وهم لا يجيدون السباحة، على ما قال عدي نصار (27 عاماً) عن الذين غرقوا.
وأوضح الشاب الذي عاد في اليوم التالي إلى شاطئ السودانية نفسه شمال مدينة غزة ليجرب حظه مرة أخرى: "دخل شباب وأولاد في البحر حتى يحصلوا على الأكل من المظلات والصناديق التي فيها. ماتوا. فهم لا يعرفون السباحة. راحوا وما رجعوا".
وفي 8 آذار/مارس، قُتل 5 أشخاص وأصيب 10 آخرون جراء سقوط طرود كان لها وقع "الصواريخ" على مخيم الشاطئ للاجئين، عندما لم تفتح المظلة، حسبما أفاد شهود ومصادر طبية.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: "طالما حذّرنا جميع الدول التي تنفّذ عمليات الإنزال الجوي للمساعدات من خطورة إجراءاتها الخاطئة، لأن جزءاً من هذه المساعدات يُلقى في البحر، وجزءاً منها يُلقى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجزءاً منها يُلقى في المناطق الخطرة، مما يُعرّض حياة المواطنين الجوعى للخطر الشديد، وها هو نفس السيناريو يتكرر".
وأوضح جيريمي أندرسون، اللفتنانت كولونيل في القوات الجوية الأميركية، لوكالة فرانس برس خلال قيامه بمهمة إنزال مساعدات أن "الشاغل الرئيسي هو سلامة الناس على الأرض، نعمل على ضمان أنه إذا لم تفتح المظلة، أن ينتهي بها الأمر في البحر ولا تؤذي أحدا".
بدأت عمليات الإنزال الجوي في شباط/فبراير بسبب تدني عدد الشاحنات التي تدخل عبر معابر القطاع التي تتحكم بها إسرائيل، عندما بدأت المجاعة تهدد سكان القطاع ولا سيما في الشمال.
اندلعت الحرب إثر هجوم نفذته حركة حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصا في الجانب الإسرائيلي، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخلفت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة ما يقرب من 32500 قتيل، وفقا لأحدث تقرير صادر عن وزارة الصحة في حكومة حماس في غزة.
تُلقي طائرات أردنية أو مصرية أو فرنسية أو أميركية ومن بلدان أخرى الطرود التي تميزها أعلام صغيرة للدول المانحة مثل الإمارات وفرنسا وبلجيكا وألمانيا والولايات المتحدة وإسبانيا.
الإثنين، على سبيل المثال، ألقيت 46 ألف حصة عسكرية، بحسب الجيش الأميركي. وهي موجهة إلى 300 ألف شخص ظلوا في الشمال المدمر حيث يصعب وصول الشاحنات.
وسجلت هيئة كوغات الحكومية الإسرائيلية 44 عملية إنزال جوي ألقيت خلالها 2000 مظلة.
لكن هذه الآلية لا يمكن أن تعوض عن النقل البري. وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من رفح، جنوب القطاع، الثلاثاء إن "حجم المأساة كبير جداً لدرجة أن أي مساعدة ستلقى ترحيباً، شرط وصولها بسلام. ولكن لا ينبغي أن يحيدنا هذا عن الأمر الأساسي. فالمساعدات الغذائية تُنزل عادة بالمظلات عندما يكون الناس معزولين، على بعد مئات الكيلومترات. ولكن هنا، المساعدة التي نحتاجها لا تكاد تبعد بضعة كيلومترات. لذلك علينا استخدام الطرق البرية".
وتتزايد الدعوات لفتح المعابر البرية وتخفيف القيود، لكن إسرائيل تلقي باللوم على الفوضى التي تشوب توزيع المساعدة داخل القطاع، وقبل فترة قصيرة منعت دخول وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى الشمال.
قبل الحرب، تقول الأمم المتحدة، إن ما لا يقل عن 500 شاحنة كانت تدخل يوميا إلى القطاع مقارنة بحوالي 150 اليوم.
وترى شيرا إيفرون، الباحثة في منتدى السياسة الإسرائيلية، وهو مركز أبحاث أميركي، أن عمليات الإنزال الجوي "هي بمثابة إجراء مؤقت وسهل... لكنها ليست الحل".
وأضافت أنها تعتبرها أيضا "وسيلة للدول لإظهار أنها تفعل شيئًا ما".وهو ما يتفق معها فيه مصدر من منظمة غير حكومية دولية متواجدة في غزة بقوله "إنها وسيلة صغيرة للضغط غير المباشر على إسرائيل... مع العلم أنها لا تغير شيئاً في واقع الحال".
استؤنف إلقاء مظلات الغذاء الأربعاء، ونُفذت 5 عمليات إسقاط في شمال القطاع بمشاركة الأردن ومصر والإمارات وألمانيا وإسبانيا.
وقالت واشنطن الثلاثاء إنها مستمرة في العملية مع الضغط من أجل زيادة وصول المساعدات برا.
وأعلن الجيش الأميركي أن سفينة من فرجينيا في طريقها أيضا لتركيب رصيف عائم في غزة.
ومنذ إنشاء ممر بحري من قبرص، وصلت في 15 آذار/مارس سفينة قطرت 200 طن من المواد الغذائية.
وأوضح إلدر، المتحدث باسم اليونيسيف، أن تلك الأطنان "تعادل حمولة 12 شاحنة"، بينما "تنتظر مئات الشاحنات في الجانب المصري عند الحدود مع غزة!" بانتظار أن يسمح لها بالدخول.
تعليقات