سوء استخدام التقنية يجعلك الخاسر.. بقلم محمد حسن الحربي

فن وثقافة

الآن 2014 مشاهدات 0


نأخذ ثقافتنا من الكتب، ولا زلنا نعتمدها سبيلا للمعرفة، فهي مصادر موثوقة، عرفناها مذ كنّا نقرأ لأجدادنا التراثيات، كبرنا وتعددت معنا عناوينها. ظلت العلاقة مع الكتاب متينةً، وسمعته لم يطلها التشكيك بالقدر الذي طال ويطال راهناً معلومات وسائل التواصل الاجتماعي، بكامل أعضاء أسرتها التقنية. إن العاملين في ميدان البحوث مثلاً، أغلبهم لا يأخذ منها ثقافتها (الطيّاره)، لافتقارها للمراجع الواضحة والمصادر الموثوقة. والأدهى، أن تقرأ بحثاً، وضع صاحبه وسائل التواصل الاجتماعي مصدراً من بين المصادر. أمر صادم لاشك، لكن عسى باحثو المستقبل أن يكونوا أكثر فطنة.

إن استخدام الناس لوسائل التواصل الاجتماعي، للفضفضة وجزئيات الحياة اليومية، أمر لا غبار عليه، فالوسائل مذ ابتكرت، وطرحت في الأسواق، قدمت نفسها متخصصة بهذا الغرض الإنساني المعلن، التواصل. لكن أن يصل الأمر إلى اعتمادها مصدراً موثوقاً للبحث، فذلك كثير، أمر تصعب الموافقة عليه، لكن إن حدث، فسيكون إسهاماً متعمداً في فوضى المعلومات المضلِّله، تلك التي تستهدف إنسان العصر، وإلاَّ ما تفسير أن تنصح بعض الدول اليقظة مواطنيها، بعدم تصديق الأخبار الواردة عبر تلك الوسائل؟ سوى أنها تفتقر إلى أدنى معايير الصدقية والموضوعية، والدقة في النقل. لذا، فإن ما كان يطلق عليه (صحافة المواطن)، عند ظهور هذه الوسائل، كانت تعاني من عدم الاعتراف الرسمي بها، مما شكك في بثوثها الخبريّة، واكتنافها للغموض حدّ عدم اليقين.
كل ابتكار تقني يندرج في دائرة التواصل البشري، هو أمر حسن وجيد، وله منافعه، لكن  مضاره أكثر. هذا ليس تجنياً، بل يقوم على طريقة الاستخدام. كل سلاح له حدان؛ خذ الهاتف والألواح الرقمية مثالاً، فهي توصلك للدردشة بالبعيد، لكنها تسرق منك القريب. أطفالك. هي قد تنجز لك معاملة ما فتريحك نفسياً، لكن تتسبب لك بارتباكات عصبية وإدمان يؤذيك نفسياً، وقد تزور عيادة للأمراض الالكترونية. قد توفر لك جهداً ومالاً، أخي الرقمي، لكن قد يضيع أطفالك الذين أدمنوا عليها، فتخسر الجهد والمال والوقت.. والمستقبل.

*كاتب وصحفي إماراتي

تعليقات

اكتب تعليقك