د.مبارك العبدالهادي: تدشين بالقصف
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي مارس 21, 2024, 11:42 م 1757 مشاهدات 0
مهرّج وتهريج وشبّيح وتشبيح هذا ما تجده إذا دخلت إلى حسابات بعض مناصري المرشحين الذين دشنوا حملتهم الانتخابية بقصف الآخرين بطرق عشوائية تنمّ عن أفكار مريضة وسواد قلوب تجاه الآخرين، والصعود على الأكتاف عبر وسائل وطرق ملتوية تعتمد على سياسة تزييف الحقائق وإيهام الناس بمعلومات مغلوطة باستخدام ممارسات لا أخلاقية. ورغم مناشدات عديد من الأجهزة المختصة بضرورة المحاسبة والتصدي للحسابات المأجورة والوهمية فإن العملية لاتزال مكانك راوح بانتظار القادم من الأيام حتى لا يتضرر الأبرياء ويطغى الأغبياء الذين أصبحوا مكشوفين للجميع بلا استحياء، وكأنهم يفرحون بممارساتهم التي لا نهاية لها.
فالجميع ينتظر بفارغ الصبر زوالهم من المشهد حتى نصبح أكثر استقرارا، وهؤلاء، رغم الأيام التي نعيشها في رمضان الخير والإيمان والبركة، أصبحوا لا يلتفتون حتى لحرمة هذه الأيام الجميلة، بل ساقتهم توجهاتهم وأفكارهم الملوثة إلى أبشع وسائل الخصومة، علما أن المفترض أن نعيش أيضا أجواء ديموقراطية رسخها الدستور، ووضع قواعدها القانون، ونحن نعيش هذا العرس الديموقراطي، فتحول المشهد للأسف الشديد إلى تناحر وتبادل اتهامات وتدخل في شؤون الآخرين والمساس بكراماتهم.
إن سخونة هذا الوضع غير الطبيعي والمقصود ممن يعملون جاهدين على لخبطة الأمور ووضع العصا في الدواليب ودس السم في العسل كعادتهم، تتطلب تدخل العقلاء لكبح جماح المندسين وتفويت الفرصة على من يعملون جاهدين على تمرير أهدافهم للنيل من الخصوم بطرق غير شريفة لا تمتّ للعادات والتقاليد والأخلاق بصلة، وعلى المتضررين من ذلك عدم الالتفات لهم والمضي قدما من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو هذا الوطن الجميل الذي ينتظر من الجميع رد الجميل، وهذا لن يتحقق إلا عبر عملية الاقتراع في اختيار الأفضل دون الخضوع لأي توجهات، وبعيداً عن المجاملات التي تدخلنا في دوامة لا تنتهي وتتجدد عند وصول من يمثلون على الأمة من الساعين إلى تحقيق المكاسب الشخصية.
فالمسؤولية الآن بيد الناخب لأنه هو من سيقرر إيصال رسالة واضحة وصريحة لمن سيكون لهم الدور الأكبر خلال المرحلة المقبلة للنهوض بالوطن بمختلف مجالاته، ورسم الصورة الجميلة التي سيكون عنوانها الاستقرار والتعاون والعمل والإنجاز والمحاسبة والالتفات للمواطنين واحتياجاتهم ومتطلباتهم بعيداً عن المحاصصة، لأننا مللنا من الدخول في وحل الصراعات التي لن تكون نهايتها سعيدة.
آخر السطر: غداً أجمل.
تعليقات