مبارك الدويلة: في كل بيت جاسوس
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة مارس 19, 2024, 10:55 م 3408 مشاهدات 0
بعد أن أصبح لدينا في كل فريج وزير من كثرة التغييرات التي تضرب الحكومات المتعاقبة، سيكون لدينا قريباً في كل بيت جاسوس.. مع الفارق في التشبيه.
كلنا يعلم كيف تكوّن المجتمع الكويتي الحديث، فبعد الاربعينيات نزح للكويت العديد من طلاب الرزق الباحثين عن لقمة العيش الحلال، من الدول المجاورة، ونزل الكثير منهم على أقربائهم من الكويتيين الأصليين، وفي مطلع الستينيات تم توزيع الجناسي على سكان الكويت، وشهد الكويتي الأصلي لقريبه القادم من دول الجوار والذي قد يكون بعضهم سمي بأسماء عوائلهم، وحصلوا على الجنسية الكويتية.
بعض هؤلاء، وفي السبعينيات، رجع الى مسقط رأسه أو مسقط رأس ابيه وجده، واستخرج التابعية ، ورجع للكويت ليستقر فيها، وتوالت الأجيال لمدة نصف قرن، أجيال لم تعرف غير هذه الأرض وطناً ولم تترعرع في غير سكيكه وفرجانه، ولم تعلم عن حيازة كبيرها لجنسية دولة اخرى، ونشأت مراكز قانونية لكل أفراد الاسرة بل وبعض الاسر الكبيرة، ولم يصدر منهم ما يتنافى مع مشاعر الولاء والانتماء لديهم.
تخيلوا معي أن خلافاً دبّ بين أحد جيرانهم الذي سمع عن موضوع الازدواجية لديهم، وأحد أفراد هذه الأسرة، ثم جاء بيان وزارة الداخلية الذي يدعو أفراد المجتمع الكويتي للابلاغ عن المزدوجين، وبادر بالابلاغ انتقاماً من هذا الفرد في هذه الاسرة ثم جاء القرار بسحب أو اسقاط الجنسية عن كل الأسر التي تنتمي لهذا الجد المزدوج!
انا اضرب هذا المثل لأن أكثر الذين تم سحب جناسيهم من المزدوجين، ولا أتحدث هنا عن شخص زوّر مستنداته وانتمى الى اسر لا يرتبط معها بأي صلة كما لا أتحدث عن شخص دفع مبلغاً من المال لمسؤول في الجهات المعنية، ليسهل له الحصول على الجنسية الكويتية.
على المستوى الشخصي طالبت بحلّ مشكلة المزدوجين بالسماح لهم بالازدواجية شريطة عدم استفادته من ازدواجية السكن الحكومي والراتب، حالنا حال الكثير من دول العالم وبعض دول الخليج.
حتى موضوع المزورين، يجب التثبت منه قبل صدور قرار السحب وتشتيت الأسر وتدميرها، ويجب اعطاء الفرصة للمتهمين بالدفاع عن أنفسهم أمام المحاكم خوفاً من تدخّل العواطف والأحقاد في تقرير مصيرهم.
السؤال الذي يطرح نفسه، كم شخصا من عيال بطنها يسفرون بناتهم للولادة في أمريكا؟!
لماذا نطبق القانون على المزدوجين من دول الجوار ونترك هؤلاء؟ والا ابوي ما يقدر الا على أمي…؟!
تعليقات