#قراءة في ديوان الشاعر #محمد_عبدالله_البريكي "مدن في مرايا الغمام" بقلم الأديبة ساجدة الموسوي
فن وثقافةالآن مارس 18, 2024, 9:27 م 2141 مشاهدات 0
أربعة عشر مدينة عربية مختلفة، إضافة إلى دولة الامارات ومصر والسودان حظيَت بقلائد من جميل الشعر وبديعه للشاعر المعروف محمد عبدالله البريكي، وقد جاءت هذه القصائد في ديوانه" مدنٌ في مرايا الغمام" الصادر عام 2022 عن دار موزاييك للدراسات والنشر بواقع 123 صفحة من القطع المتوسط.
والشاعر محمد عبدالله البريكي له العديد من الدواوين التي اهتم بها النقاد وحظيت بالدراسات العليا في إحدى الجامعات العربية،وهو مدير بيت الشعر في الشارقة،ومدير مهرجان الشارقة للشعر العربي،ومدير تحرير مجلة القوافي التي تهتم بالنص العمودي
- انحيازه للشعر العمودي-
في هذا الديوان عشرون قصيدة عمودية هي "المتشظي على الطرقات"،" عمّان حارسة للطرقات" ، "أجلسني النهر" ، وقد جاءت على نمط التفعيلة،وهنا لابد من التنويه بأن الشاعر محمد عبدالله البريكي قد كتب في الشعر العمودي والتفعيلة والشعر المحكي ، وبكل هذه الأنواع تميّز وأجاد،ولكنه كان أكثر ميلاً للقصيدة العمودية ، ولقد ولع بها ،
فهل لأنه مدير تحرير مجلة القوافي أم أن هواه في الشعر قد قيّده؟!
لقد نشر قبل أيام مقطوعة شعرية دافع فيها عن الشعر العمودي قائلا:
يُعدّونه سقْطاً قديماً وقائلهْ
على طللٍ يبكي وتبكي رواحلهْ
وها هو في القاعات يدلي بدلوه
ومن وجع الألحان تشدو بلابلهْ
إذا ما أتى أرضاً وحدّثَ رملها
تقول لنا الأنحاء هذي منازلهْ
وإني لأرحب بالشعر العمودي إذا جاء من شاعر يعرف كيف يصوغ البيت ، ويوظف موهبته وأدواته وبلاغته فيها.
- الوطن أوّلا-
يقول في قصيدة " الإمارات منذ خمسين درة" أي بعد خمسين عاماً على وحدتها التاريخية على يد الشيخ زايد رحمه الله:
منذ خمسين والإمارات درْةْ
تحسد الشمسُ مجدَها والمجرة
وفي قصيدة غنائية عن الإمارات عنوانها
"وجهة الحالمين"يقول:
رفعنا الأماني على الساريةْ
لأجلك ياأرضُ ياغالية
وفي بيت آخر منها يقول:
إماراتُ ياوجهة الحالمين
وياسكّراً في حقول الكلام
كما كتب عن مدينته الشارقة قائلا في قصيدة تحمل اسمها:
أُربّي حبها في بيت قلبي
فتكبر فيه أدعيةً ووعدا
وتأتي المفرداتُ سحابَ وعدٍ
تُلاعب في الحشا برقاً ورعدا
- وبلاده العربية-
أما عن بقية المدن والأمصار التي زارها البريكي فهي "مصر-عُمان- السودان - أم القرى - القيروان- القاهرة -بغداد-بيروت- دمشق- شنقيط-طنجة-عمّان -مسقط- الباحة-قرطاج" .
والشاعر محمد عبدالله البريكي مغرم بالغيم للدلالات الكثيرة التي يحملها، فهو خازن المطر دلالة النماء، وهو ظل من وهج الشمس،وهو السمو وهو النقاء،لذا كثيراً ماوردتْ لفظة الغمام أو الغيم في شعره،
ففي قصيدته الشهيرة " على عتبات الوقت"
يقول:
له في سرير الغيمِ أنفاس راهبٍ
له في مرايا الروح عرشٌ ومنزلَه
وقد وردت هذه اللفظة في الكثير من قصائد هذا الديوان، فهو يقول في قصيدة"دمشق":
فأين ابنُ الوليد إذا ادلهمّتْ
يقول لنا بأن الوعد حقُّ
وأنّ القاذفاتِ إذا ترامتْ
بأطراف الغمامِ يضجُّ صعقُ
وفي قصيدته "اسّاقطت شعرا" التي أهداها إلى مصر وطن الأحبة يقول:
كأنّ مصر سماءٌ تحتها دُولُ
تمدُّ للغيم كفًّا يستقي مطرا
وتحت أضلعها للوصل مئذنةٌ
يرتّل الحبَّ في أرجائها سُوَرا
ولعل المقال لايتسع لكل القصائد وكل الشواهد،لكني أقول أن قراءة متأنية ستجعلنا نحلق مع الشاعر محمد عبدالله البريكي حتى تخوم الغمام وفوق أجمل مدننا العربية العريقة.
* تم نشر الموضوع في صفحة الثقافة بمجلة اليمامة.
تعليقات