ميرڤت وديع حداد: ضوءٌ ما

فن وثقافة

الآن 1573 مشاهدات 0


ولمرتين مُتتاليتين.. ألقيتُ نظرةً على كلّ البيوت المجاورة والمتلاصقة ببعضٍ ..تمطَّى الوقت أمامي وحينَ حلَّ الظلام اخترقَتَهُ نقاط ضَوْء مُباغتة .. لم أغفو ولم أستيقظ ولم يُغمض لي جفن، وتقاذفَني السُّكون في غرفتي الواسعة التي لطالما كانت تلمُّ شملَنَا وتضُمُّ أمنياتنا البعيدة ..

لم تغب الذّكريات ، كانت حاضِرَة وعاتِيَة.. ولم يُستعصى عليها الالتفاف حولي ، حتى تدثرتُ بها .. صباحاً تسللتْ إليّ الشمس من تلك النافذة ..وتجرأتُ على النهوض واقتربتُ من شرفةِ منزلنا بخطواتٍ مًُتباطئة.. وتذكّرتُ كيفَ كانت تستقبلُني نسائمها منذـ سنوات أفلَت ،

حينَ كنتُ أطيل النّظر إلى القلعة الشامخة من بين جنباتها .. شيء ما هزَّ كَتفِي وفاضَ الشوق وأمتدَّ بصري حتى لامَسَ صفحات الأفق .. ووسط اللحظات المُحدّقة بي ..وجدتُني جالسةً على مرتبتنا البيضاء القديمة، أسندُ عليها رأسي المُتعَب تارةً ..وتارةً أحلقُ عالياً في اللا مكان ..

استقبلتني الصباحات لأول مرّة بعد سنين وحيدة.. ونَبَتَت بشفتيّ آيات الرّضا والرّحمة ..اعدَدْتُ للانتظار طاولة ومائدة صغيرة..ولكن هذهِ المرّة دونَ صَخَب الأواني ..وخَلَتْ مائدتي من خبزِ أُمّي .

تعليقات

اكتب تعليقك