مبارك الدويلة: الشلل يضرب أطنابه
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة مارس 5, 2024, 11:58 م 3045 مشاهدات 0
من يصدق أن البلد له عدة أشهر من دون جهة لإدارة المناقصات وترسية مشاريع الدولة؟
تكلمنا مراراً وتكراراً في هذه الزاوية عن أسباب تعطل التنمية، وتأخرنا عن دول المنطقة في التطور والتنظيم، وذكرنا عدم وجود استقرار في الادارة الحكومية، وكثرة تغيير الوزراء، حتى أصبح في كل فريج (حارة) وزيراً! واليوم نسلّط الضوء على سبب يؤكد انغماس البلد في تعطيل مؤسسات التنمية، لدرجة اصابتها بالشلل التام، وهو عدم وجود جهاز لإدارة المناقصات وترسية المشاريع، حيث انتهت مدة الجهاز السابق، ولم يتم تعيين أعضاء بدلاً من الذين انتهت مراسيم تعيينهم. ولولا أن وزارة الإسكان مستثناة من هذا الجهاز، ولها لجنتها الخاصة بترسية مشاريعها، لما شاهدنا مشروع جنوب مدينة سعد العبدالله وجنوب مدينة صباح الاحمد.
تخيّل معي مشروع طريق تأخّر إنجازه عن المدة التعاقدية للمشروع لأسباب قاهرة، ثم طُلب تمديد لاستكمال المشروع، سيتوقف المشروع لأن الجهة المخولة الموافقة على التمديد انتهت مدة تعيين أعضائها، وهي اليوم غير موجودة! لذلك نشاهد الكثير من المشاريع متعطلة منذ أشهر عدة بسبب غياب الجهاز المركزي للمناقصات. ولعل إصلاح الشوارع وإعادة سفلتتها من أشهر المشاريع، التي تعطّلت بسبب تعثّر الجهاز الإداري وغياب جهة القرار.
اليوم مطار الكويت الجديد على وشك الإنجاز، ولكن سيواجه المشروع مشكلة غريبة، وهي ان مناقصة الطرق المؤدية إليه لم تتم ترسيتها الى اليوم، وانجازها يحتاج الى اكثر من ثلاث سنوات!
السؤال: لماذا لم يتم تعيين جهاز جديد للمناقصات ونحن نعرف تاريخ انتهاء السابق؟ والجواب هو سوء التخطيط وعدم استقرار الجهاز الاداري في الدولة، حيث ان تغيير الوزير أسرع من تغيير عضو مجلس ادارة الجهاز.
يحدثني بالأمس مدير مكتب وزير، ويقول أنا متعين منذ ثلاث سنوات في هذا المنصب ومرّ عليّ سبعة وزراء!
البلد مشلول تماماً، واليوم نتمنى من سمو رئيس مجلس الوزراء أن يكون الاستقرار الاداري هدفاً رئيسياً للحكومة، وان نستعجل في تسكين المناصب القيادية، فمن غير المعقول %80 من هذه المناصب شاغرة أو تدار بالتكليف!
* * *
ترشّح السيد احمد السعدون للانتخابات القادمة خبر أفرحني وأسعد الكثيرين، فقد قابلته مؤخراً في مجلس الأمة، فوجدت فيه أحمد التسعينات في فهمه وإدراكه وحفظه للدستور وصلابته التي عهدناه عليها، لذلك إن وجود هذه الشخصية رغم تقدمها في السن عنصر رئيسي لاستقرار مجلس الأمة، واستمرار التعاون مع الحكومة بالشكل المثالي والمطلوب. وقد تسأل: لماذا لم يكن وجوده في المجلس الماضي كذلك؟ وأقول لأن السبب أكبر من ذلك.. وافهم يا فهيم!
تعليقات