د.تركي العازمي: لا... فقط للاستهلاك الإعلامي!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي مارس 5, 2024, 11:57 م 1043 مشاهدات 0
أبدأ ببيت الشعر:
«لا تعجب ما على الدنيا عجب
حِكمة الرحمن خلاها تدور!»
بعد مقال الأحد الماضي (الصحوة بين الآمال والآلام !) حيث وُوجهت بتساؤلات كثيرة معظمها يدور في فلك (شاللي قاعد يصير... طيب والكلام الذي نسمعه ونقرأ عنه حول الوعود بحل كثير من القضايا منذ عقود عدة).
هذا السؤال تبدأ إجابته من فهم الحِكمة الربانية التي جعلت من التاريخ وأحداثه ومجرياته دليلاً ملموساً لا يقبل التشكيك فيه.
الجميع تابع تلك الوعود من إصلاح للتعليم، تحسين الرعاية الطبية وإصلاح الطرق وآخرها تحسين معيشة المواطن وغيرها الكثيرة.
منذ عقود ونحن ندور باحثين عن الحلول التي ظهرت وصدقناها، لكن على أرض الواقع لا شيء يذكر... فلا تصدقوا معظم ما ينشر ويبث ويتناقله البعض من دواوين «عروقها بالماي»... إنها فقط للاستهلاك الإعلامي.
تأتيك الحلول عبر مصادر رسمية وعبر حسابات وإن كانت تحاول أن تسيطر على ذهن المتابع بالإيحاء له إنها قريبة من المسؤولين وهي سلوكيات نفسية تهدف في الغالب إلى عملية «غسيل المخ» لكسب الأضواء والشهرة على قضايا المواطن «الغلبان».
تعلمون ونعلم أن مشكلتنا أساسها «فشل النظام الانتخابي» وتفشي الفساد وسوء التعليم ومستوى القياديين... فلماذا نظل وراء ما ينشر وفي الصباح وبعده بعقود تظل القضايا عالقة.
قد نظن ظناً أقرب إلى اليقين بأنها سياسة متبعة ومتوارثة حتى أصبحت شغلنا الشاغل وجزءاً من موروثنا الثقافي.
إننا عندما نكتب فإننا أمام مسؤولية وطنية... إما توجيه نقد مباح مستقل لا مصلحة لنا فيه أو ننجر وراء البعض كما يقال «مع الخيل يا شقرا».
أشعر بأن التحول إلى المثالية في كل شيء ممكن بلوغ معظم جوانبه من قضايا ذكرناها ونكرّرها وبعضها صعب لحسابات لا علاقة لها بمواد الدستور وحتى العادات الحميدة والخلق الرفيع.
وفي موسم الانتخابات... نرى أن تكرار اتباع السياسة الانتخابية و«دغدغة المشاعر» واللعب على أطراف معادلة الصراعات ما زال متبعاً.
فأين الحكماء العقلاء من استمرار معاناتنا وإن كنا متفائلين في المقبل من الأيام.
الزبدة:
أتمنى الابتعاد عن سياسة «فقط للاستهلاك الإعلامي» فإنها لم تعد مجدية بعد أن بلغت حد الفتور الذي يواكب هذه الانتخابات والتي يراد منها إقناع الجموع بأن المشكلة في مجلس الأمة وسوء اختيار الناخبين.
لذلك، على الناخبين إدراك ما يحدث وقد يحدث والدستور بعد الله عز شأنه ولحمتنا الوطنية هي طوق النجاة لعبور الإصلاح المراد بلوغه.
تمسّكوا في حقكم باختيار رجال دولة يشرعون ويراقبون بعيداً عن مصالحهم الضيقة وأي مرشح لا يحمل تصوراً إصلاحياً عبر تشريعات يرغب في تحقيقها فأرى أنه لا يستحق الصوت...
الله المستعان.
تعليقات