ملامح الحكمة في #شعر غزاي الحربي

الأدب الشعبي

الآن 3220 مشاهدات 0


"‏وأخاوي أهل الطيب والمنطق الذرب
‏وأستغفر الله  من  خوافي  ذنوبي "

ماذا يريد كل إنسان سويّ أكثر من مصاحبة الطيبين من الناس ، ومداومة الاستغفار من أي ذنب علِم به أو لم يعلم.

هي أبيات مختصرة لكنها مثمرة ومعبرة عن مكنونات النفوس بلسان الحكمة ، تلخّص حياة إنسان تدثّر بالقناعة ولم يخدعه بريق الدنيا ،
رسمها بالأسلوب السهل الممتنع الشاعر القدير
غزاي نومان الحربي الذي طالما أنبت في حقل الشعر أشجاره الفارعة وثماره اليانعة:

أمشي مع الدنيا مثِل عابر الدرب
‏وأنا أحمد الله مقتنع في دروبي

‏ودايم رصيدي مايبي جدول الضرب
‏تالي  معاش وشايله  في جيوبي

‏وأخاوي أهل الطيب والمنطق الذرب
‏وأستغفر الله من  خوافي  ذنوبي

‏يصفح لنا الزلاّت في ساعة الكرب
‏  لا لبسوني  خام  .. بدال  ثوبي


****

وهنا قصيدة مشرقة لشاعرنا غزاي الحربي بدت غزلاً في بدايتها إلا أنها تجلّتْ تغزلاً وعشقاً يلامس الأرض-الوطن ، كتبها الشاعر بذاتيةٍ صادقة:

هنوفٍ  حبها  الدايم  فتنّي
‏من أول مابدت ضحكات سني

‏عرفت  إنّي  تولعتْ  بهواها
‏وتبادلنا  الغلا  منها  ومني

‏وكتبت بعشقها أحلى القصايد
‏وخذت مابالحشا شعري وفني

‏بلادٍ  خيرها  الضافي  علينا
‏نعيش أحرار ماشفنا التجني

‏نذوق  بعزها  طعم  المعزه
‏وننام  بحضنها  نوم  التهني


****

ومن شعره في كشف الواقع الاجتماعي السلبي بفلسفة صائبة:
فيما مضىٰ وابليس يامر على الناس
‏واليوم بعض الناس تامر على ابليس

‏تاخذ معه في مقعد الشر مجلاس
‏وماعاد له حاجه بكل الوساويس


****

ومن شعر غزاي الحربي في مضيّ الزمن وفناء الدنيا وبلغة حكيمة:

أصـحابنا  ماباقي  إلاّ   شـرايد
‏واللي بقى منهم كسا راسه الشيب

والعمر  بين  الناس  ناقص  وزايد
‏بس الحظيظ اللي كسب سمعة الطيب

‏ولو  كان  للدنيا  خلود  وفوايد
‏ماراح عنها صفوة الخلق وشْعيب


****
ولشاعرنا بيتان انتشر ذِكرهما بين محبي شعر الحكمة:
ليت  المجالس  ماتعدّى  ثلاثه
كريم  وضحوكي  وراعي  حميّا

وياليتها  تفقد  وجيه  الخباثه
حسود  ومْنافق  وراعي  قفيّا

تعليقات

اكتب تعليقك