ملامح الحكمة في #شعر غزاي الحربي
الأدب الشعبيالآن مارس 5, 2024, 5:19 م 4656 مشاهدات 0
"وأخاوي أهل الطيب والمنطق الذرب
وأستغفر الله من خوافي ذنوبي "
ماذا يريد كل إنسان سويّ أكثر من مصاحبة الطيبين من الناس ، ومداومة الاستغفار من أي ذنب علِم به أو لم يعلم.
هي أبيات مختصرة لكنها مثمرة ومعبرة عن مكنونات النفوس بلسان الحكمة ، تلخّص حياة إنسان تدثّر بالقناعة ولم يخدعه بريق الدنيا ،
رسمها بالأسلوب السهل الممتنع الشاعر القدير
غزاي نومان الحربي الذي طالما أنبت في حقل الشعر أشجاره الفارعة وثماره اليانعة:
أمشي مع الدنيا مثِل عابر الدرب
وأنا أحمد الله مقتنع في دروبي
ودايم رصيدي مايبي جدول الضرب
تالي معاش وشايله في جيوبي
وأخاوي أهل الطيب والمنطق الذرب
وأستغفر الله من خوافي ذنوبي
يصفح لنا الزلاّت في ساعة الكرب
لا لبسوني خام .. بدال ثوبي
****
وهنا قصيدة مشرقة لشاعرنا غزاي الحربي بدت غزلاً في بدايتها إلا أنها تجلّتْ تغزلاً وعشقاً يلامس الأرض-الوطن ، كتبها الشاعر بذاتيةٍ صادقة:
هنوفٍ حبها الدايم فتنّي
من أول مابدت ضحكات سني
عرفت إنّي تولعتْ بهواها
وتبادلنا الغلا منها ومني
وكتبت بعشقها أحلى القصايد
وخذت مابالحشا شعري وفني
بلادٍ خيرها الضافي علينا
نعيش أحرار ماشفنا التجني
نذوق بعزها طعم المعزه
وننام بحضنها نوم التهني
****
ومن شعره في كشف الواقع الاجتماعي السلبي بفلسفة صائبة:
فيما مضىٰ وابليس يامر على الناس
واليوم بعض الناس تامر على ابليس
تاخذ معه في مقعد الشر مجلاس
وماعاد له حاجه بكل الوساويس
****
ومن شعر غزاي الحربي في مضيّ الزمن وفناء الدنيا وبلغة حكيمة:
أصـحابنا ماباقي إلاّ شـرايد
واللي بقى منهم كسا راسه الشيب
والعمر بين الناس ناقص وزايد
بس الحظيظ اللي كسب سمعة الطيب
ولو كان للدنيا خلود وفوايد
ماراح عنها صفوة الخلق وشْعيب
****
ولشاعرنا بيتان انتشر ذِكرهما بين محبي شعر الحكمة:
ليت المجالس ماتعدّى ثلاثه
كريم وضحوكي وراعي حميّا
وياليتها تفقد وجيه الخباثه
حسود ومْنافق وراعي قفيّا
تعليقات