د.تركي العازمي: الصحوة بين الآمال والآلام!
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي مارس 2, 2024, 10:56 م 1133 مشاهدات 0
الكل ينتظر... فريق متفائل وفريق متشائم ومجاميع في حيرة من أمرها.
أنا من فئة المتفائلين بحذر... أبني حُكمي على الوقائع وأستمد من التاريخ عِبراً.
في الأمس القريب ظهرت مطالبات بعضها يخص قضايا مضى عليها عقود مثل تطوير التعليم، تحسين الرعاية الصحية، الطرق، وتنويع مصادر الدخل وتحسين المستوى المعيشي وغيرها الكثير المعلوم سلفاً وقد شكّلت لجان وفرق عمل وعقدت اجتماعات لكنها ظلت عالقة تنتظر القرارات الجريئة.
رمضان على الأبواب، ونسأل الله أن يهب المسؤولين الحِكمة والعَجلة في اتخاذ القرارات الإصلاحية.
أكثر ما يستفز السواد الأعظم وبالأخص المتقاعدون هو موضوع القرض الحسن... إنه قرض ضعف الراتب ويفترض ألا يقل عن 21 ضعف الراتب حسب ما لمسناه من كثير من المتضررين ممن توقف العمل بقسائمهم بسبب ارتفاع الأسعار ولا يحتاج لمزيد من الدراسة على حد قول الكثيرين.
الصحوة نقصد منها الصحوة من الغفلة والركون إلى عامل الزمن وعذر الدراسات غير المقنع في كثير من الأمور... وعلينا وقف آلام المتضررين المنتظرين منذ وقت طويل.
إنهم يتألمون من القضايا التي مرّ عليها عقود عدة، ولم تحل وذكرنا بعضها أعلاه... والتأخير زاد من حالة التشاؤم وزاد من حيرة المتابعين لسير الأحداث وما تبثه بعض قنوات التواصل الاجتماعي ناهيك عن استمرار رموز الفساد في إفسادهم دون حساب وعقاب.
وأما الآمال فهي معلومة، فبلد صغير المساحة قليل التعداد ويملك جميع المقومات لأن يصبح بلداً يضرب فيه المثل كما كان يطلق عليه عروس الخليج قبل عقود.
هل هو حسد؟ أم أن القائمين على متابعة القضايا ودراستها ليسوا على قدر المستوى؟ أم إنها مسألة إشغال للشارع الكويتي؟ أم إنها متأثرة بأصحاب المصالح؟
هذا ما يردده الكثير... فماذا نحن فاعلون بعد أن غصت وسائل التواصل الاجتماعي بنشر قضايا الكثير منها ينم عن سوء إدارة و«قلة دبرة»؟
سنظل متفائلين متأملين في حدوث صحوة وإن جاءت متأخرة خيراً من تركها كوسيلة ضغط قد تجعل الكل متشائماً.
... حب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك والعدل ركن أساس لتحقيق التنمية!
الزبدة:
المطلوب الصحوة من غفلتنا... ويجب أن ندرك التأثير السلبي لتراكم كثير من القضايا دون حل جذري.
لقد جرّبنا كل شيء، وأفسدنا كل شيء، وتركنا النخبة الصالحة بعيدة عن محيط اتخاذ القرار، وفي موسم الانتخابات حدث ولا حرج.
«شوفوا» معاناة وآلام الأسر الكويتية والمتقاعدين وبعدئذ عليكم الحُكم.
ففي كل ديوانية، شاليه ومزرعة نجد القضايا تتكرّر، وما زلنا في حيرة من أمرنا على رغم تفاؤلنا... الله المستعان.
تعليقات