مبارك الدويلة: مَن يُعطّل التنمية؟

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 1233 مشاهدات 0


ما هو أسهل شيء في الكويت؟

الجواب: أسهل شيء أن تغير الوزير وتأتي بوزير جديد.

وما هي أكثر الأمور التي تعودنا عليها في الكويت؟

الجواب: حل الحكومة وتشكيل حكومة جديدة.

وما هو الأمر الذي كان ثابتاً واليوم أصبح متغيراً؟

الجواب: تغيير رئيس الوزراء.

وطبعاً بالتبعية لذلك أصبحنا كل سنة أو سنتين في أحسن الظروف تكون عندنا انتخابات برلمانية جديدة ونواب جدد.

وما هي نتائج هذا الوضع غير الطبيعي؟

الجواب: اننا في كل عام عندنا برنامج عمل حكومي جديد ينسف البرنامج الحكومي، الذي تم اعتماده قبل أقل من عام، وتم بالكاد التوافق عليه مع مجلس الأمة.

هذا هو السبب الحقيقي لتعطّل التنمية في البلاد، وهذا هو سبب تخلفنا عن بقية الركب في دول مجلس التعاون.

ليس السبب وجود رقابة برلمانية، كما يحلو للبعض تصوره، وليس السبب وجود مؤسسات رقابية كديوان المحاسبة وغيره، بل عدم استقرار الوزراء في وزاراتهم، وعدم استمرار برنامج عمل حكومي تم التوافق عليه مؤخراً.. كل ذلك يؤدي الى تعطل التنمية.

إذاً لماذا كل يوم لدينا تغيير في الوزراء والحكومات والنواب؟

السبب في ظني أننا لا نطيق الرأي الآخر، ولم نعد نتحمّل الانتقاد، وسرعان ما يضيق صدرنا من المماحكات السياسية التي تحدث دائماً بين النواب والوزراء، وان وجدنا نائباً خرج عن سياق الحديث ولباقة الكلام عممنا هذا الحدث على الجميع، واستحدثنا أزمة سياسية بين السلطتين. وأسهل مخرج لهذه الأزمات هو حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة. وسرعان ما يصدر قرار بتوقف أعمال الحكومة إلا تصريف العاجل من الامور.

منذ متى نسمع عن مدينة الحرير في شمال البلاد؟ منذ عشرين عاماً. كان بإمكان حكومة مستقرة ومجلس مستقر خلالها بناء خمس مدن حرير.

منذ متى نطالب بإصلاح الشوارع وصيانتها؟ ومنذ متى نطالب بإصلاح شبكة مجاري الامطار وصيانتها؟

كل وزير يأتي يضع خطة للنهوض بالبلاد، ولكن المحظوظ من الوزراء من يستمر سنتين قبل إقالته لأسباب لا يعرفها.. أقول محظوظ لأنه رأى من كان قبله لم يستمر شهرين.

اليوم النواب عرفوا نقطة ضعف الحكومة، فأي وزير لا يرغبون فيه يوجهون له كم سؤال ومن ثم استجواباً، ويتم تغييره وتغيير عدد من الوزراء قبل أن يصعد المنصة.

وحتى لا نظلم النواب، فاختيار الوزراء أحياناً يكون سبباً رئيسياً للأزمة بين السلطتين، فكم من وزير ما ان يتم الاعلان عن اختياره إلا ويخرج الشعب كشفاً بسيرته الذاتية التي تؤكد سوء الاختيار وسرعته.

والآن ما هو المخرج من هذه الأزمات؟

الاستقرار في الجهاز الحكومي.. هذا هو المخرج. أحسن الاختيار (القوي الأمين) ثم أعطه الفرصة ينفذ أجندته ورؤيته، واتركه يتحمّل نتائج عمله ويواجه مجلس الأمة، إن كان على حق ندعمه والشعب رقيب على نوابه، وإن كان على باطل، فليذهب غير مأسوف عليه، المهم أن نتحمّل الممارسة الديموقراطية ونتحمّل نتائجها بحلوها ومرها. هنا فقط سنشاهد البرامج الحكومية تتحول من حبر على ورق الى واقع ملموس وتنمية مستدامة.

تعليقات

اكتب تعليقك