محمد الرويحل: ديوان «تويتر» للكذابين!!

زاوية الكتاب

كتب محمد الرويحل 3350 مشاهدات 0


عرف عن وسائل التواصل الاجتماعي أنها وسائل لتبادل المعلومات والمعارف والتعارف ونقاش الأفكار والمعلومات المفيدة لكل من يستخدمها، ولم تكن الغاية منها في البداية أن تكون إخبارية أو وسيلة إعلامية سياسية أو حتى إعلانية أو ربحية، فلم نكن نعرف أن بعض الحسابات ستحقق أرباحاً مالية أو تستخدم لتصفية حسابات سياسية مقابل أموال تدفع لهذه الحسابات.

اليوم وبعد مشاهداتنا لـ«تويتر» وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي لاحظنا انحرافها لتصبح وسائل مدمرة للمجتمعات وبث الفرقة والكراهية بين الناس، فيستخدمها بعضهم لتصفية حساباتهم السياسية وخلافاتهم من خلال الكذب والتدليس وتلفيق التهم والإشاعات دون أدنى شعور بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية.

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي دواوين للكذابين والمدلسين والمرتزقة بسبب العبث السياسي الذي نعيشه منذ سنوات عدة، وبسبب فجور المتخاصمين من أطراف هذا العبث، وعدم شعورهم بالمسؤولية الوطنية، صنعوا من تلك الوسائل دواوين لبث الإشاعات والأكاذيب وضرب مكونات المجتمع، وإلهاء المجتمع عن احتياجاته ومطالبه المشروعة حتى وصلنا إلى مرحلة غريبة، صار النقد فيها لأي طرف من أطراف الصراع شبه انتماء إلى الطرف الآخر بل تخلق تلك الدواوين عبر حساباتهم الأكاذيب والإشاعات لإيهام الناس بأنك محسوب على الطرف الآخر، الأمر الذي جعل غالبية مستخدمي تلك الوسائل خصوصا الحكماء منهم والمصلحين يبتعدون عن هذه الحرب القذرة حتى لا يتلوثوا بها ولا يكونوا أدواتها، وهو ما كان يريده طرفا الصراع حتى يتحكموا بزعزعة الرأي العام وإشغاله عن فسادهم.

أصبحت تلك الوسائل خصوصا «تويتر» و«واتساب» دواوين للكذب وترويج الإشاعات ونشر خصوصيات الناس وأمورهم الشخصية وفبركة الأخبار والإساءة لدول شقيقة، ونشر الكراهية والعنصرية وكل ما ينافي قيم الناس الطبيعية وأخلاقهم بانحراف شاذ عما يفترض عليه أن تكون تلك الوسائل التي من شأنها أن تكون وسيلة لتبادل المعارف والثقافات والنقاشات المفيدة.

يعني بالعربي المشرمح:

ثَمة أناس يتعمدون إنشاء دواوين خاصة بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب والإشاعات وتوجيه الرأي العام لعلمهم أن الدراسات أثبتت عدم تتبع الجماهير للمعلومة، والتأكد من صحتها ومن مصادرها أو حتى من الوسائل الإعلامية المحترمة، الأمر الذي بتنا نشاهده اليوم في دواوين «تويترية» تتعمد الكذب والتزويروالتدليس لنشر ثقافة جديدة للارتزاق غير الأخلاقي، ستكون نتيجته كارثية على المجتمعات التي باتت تتبع تلك الوسائل بصورة كبيرة وبشكل دائم.

تعليقات

اكتب تعليقك