داهم القحطاني: رئيس الوزراء الذي نريد
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني فبراير 1, 2024, 11:13 م 1801 مشاهدات 0
التفاؤل الشعبي، وتفاعل السياسيين والنشطاء بتعيين الشيخ محمد صباح السالم رئيساً للوزراء لا يعني أن مهمته ستكون سهلة ومفروشة بالورد، لكنه تفاؤل تضمن رسالة بأن الشعب والرأي العام الكويتي يراقبون الأداء العام للحكومة ويملكون رأياً واضحاً تجاه هذا الأداء.
السؤال الذي يفترض أن يطرحه الشيخ محمد الصباح على نفسه يتعلق بالمدة الزمنية التي يمكن أن يتحمل هذا الرأي العام النشط الأداء الحكومي قبل أن يبدأ بمحاسبة حكومته أو ربما يبدأ بحملة جديدة لإسقاطها؟
كنت أستغرب من النواب والسياسيين والكتاب والنشطاء الذين قاموا بتوجيه نصائح مختلفة لرئيس الوزراء الجديد، فالأصل أن يتم تعيين رئيس الوزراء والحكومة للإتيان ببرنامج عمل جديد ومختلف، وألا يتم تقييد رئيس الوزراء بأفكار مسبقة إلا إذا كان الهدف من هذه النصائح الحفاظ على مصالح ونفوذ معينة، وهو بالتأكيد سلوك غير قويم، فرئيس الوزراء الجديد يحتاج إلى فترة المئة يوم من الهدوء والاستقرار حتى يمكنه بناء فريقه الوزاري من الوزراء والقياديين، وكذلك حتى يمكنه تقديم برنامج عمل، وخطة خمسية تعبر عن أفكاره التطويرية.
ملاحظة مهمة أتمنى من السياسيين والنشطاء الانتباه لها وتتعلق بفهم الواقع الكويتي وعدم الانفصال عنه.
الكويت دولة دستورية، صحيح أن نظام الحكم فيها ديموقراطي والسيادة يفترض أن تكون للأمة، لكن واقع الحال يتطلب التذكر دوماً أن هناك قضايا لا يمكن أن تتم من دون تنسيق مع السلطات جميعها.
هذا لا يعني التراجع عن الحقوق الشعبية ولا عن السلطات التي قررها الدستور للأمة لكنها نظرة واقعية للأمور كما تتم على أرض الواقع.
ربما كثرة التجارب ستوصلنا إلى نظام سياسي يكون قريباً للنظام السياسي كما تصوره الدستور الكويتي.
نقول كل هذا حتى لا يحمّل البعض رئيس الوزراء الجديد محمد صباح السالم أكثر من طاقته، فالرجل ومهما كان مؤهلاً ونزيهاً، يحتاج إلى دعم سياسي وشعبي مستمر لمواجهة أصحاب المصالح والنفوذ الذين يتحركون للدفاع عما يرونه مصالح ومناطق نفوذ.
هناك بالطبع أدوار مطلوبة من محمد الصباح وهو أعلم بها لتهيئة الأجواء من أجل إحداث تغيير تدريجي لكنه راسخ، والحذر من الوقوع في فخ إرضاء الجميع، فالتاريخ علمنا أن من سعى لإرضاء الجميع خسر الجميع، فطرف يراه شراً مطلقاً يجب التخلص منه، وطرف يراه ضعيفاً أيضا يجب التخلص منه.
ربما يكون التحدي الأكبر للشيخ محمد الصباح تشكيل فريق سياسي مصغر من غير الوزراء ومن غير الرسميين مهمته متابعة أدائه رئيساً للوزراء، ومعرفة أي خلل يجب معالجته، والاستعداد لمواجهة أي حملات رأي لتشويه صورته.
والتحدي الآخر الانتباه للرمال المتحركة التي قد تبتلعه إن تحول المشهد العام من فريق حكومي متجانس يلعب رئيس الوزراء فيه دور الملهم والمنسق، إلى مجموعة كبيرة من البيروقراطيين الذين يعتمدون على رئيس الوزراء في كل شيء بدءاً من طرح الأفكار وانتهاء بالحماية من الاستجوابات والأسئلة البرلمانية فيكونون كما يقال بالمحلية «علة على القلب».
تعليقات