عبدالعزيز الفضلي: غزة... لماذا يتأخّر النصر؟

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 1293 مشاهدات 0


لعلّ الكثير ممن يتابعون الحرب على غزة، ويتألمون لما يصيب أهلها من قتل وتشريد وتهجير وتجويع، وبعد مضي أكثر من مئة يوم وليس هناك أي بوادر لوقف الإبادة الجماعية، يتساءل هؤلاء: أليس الله تعالى مُطّلع على كل هذه الجرائم التي تُرتكب ضد الموحدين، متى الانتقام من الصهاينة المجرمين؟

ونقول لهؤلاء الغيورين، لقد اشتكى الصحابة للنبي، عليه الصلاة والسلام، مما يتعرّضون له من تعذيب وتضييق، وصلَ إلى حد فتنة الإنسان في دينه، فكان رده عليهم: «ليُتِمنّ اللهُ هذا الأمرَ... ولكنكم قوم تستعجلون».

وانطلاقاً من هذا الحديث نقول قد يكون في تأخير النصر في غزة - والذي نثق بقدومه بإذن الله - حِكمٌ لعلّ منها:

• أن الله تعالى يريد من أهل غزة ألا تتعلق قلوبهم إلّا بالله وحده.

• وأن يميز الله تعالى الخبيث من الطيّب والصادق من الكاذب.

• وأن يفضح الله تعالى المنافقين والمتخاذلين والمتآمرين والمحرّضين.

• وأن يظهر عدم جدوى وجود الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجيوش العربية والإسلامية.

• وأن يكفر الناس بمجلس الأمن بوضعه الحالي، والذي لا يحقن دماً، ولا ينتصر لمظلوم، ولا يوقف مجرماً، ما دام الضحية مسلماً!

• وأن يتم فضح ازدواجية المعايير التي يمارسها العديد من الدول الغربية.

• وأن تزول حالة الانبهار بالثقافة الغربية لدى العديد من أبناء الأمة العربية والإسلامية، والذين كانوا يعتقدون بأن أميركا والغرب نموذج ينبغي الاحتذاء به في مجال الحرية وحقوق الإنسان.

• وأن ينكشف هوان وضعف جيش الكيان الصهيوني، والذي ظل لسنوات طويلة كالبعبع الذي ترتعد منه فرائص الجيوش العربية.

• وأن يظهر للعالم مَن هو الإرهابي الحقيقي، بعد أن ظلت هذه التهمة لصيقة بالمسلمين.

• وأن يتوقف دعاة التطبيع من الدعوة لهذه الجريمة في حق فلسطين والمسجد الأقصى، خصوصاً بعد تصريح «نتن ياهو»، والذي قال فيه «إن أي سيناريو مستقبلي لا بد أن يتعين على إسرائيل فيه السيطرة على المنطقة برمتها من النهر إلى البحر»، وهو ما يعني إقامة دولة إسرائيل الكبرى المزعومة من النيل إلى الفرات!

• وأن هناك المزيد مما يمكن أن تقدمه الأمة (حكومات/ أحزاب/ أفراد) في نصرة أهل غزة، والتي لا تزال مقصّرة في بذله وتقديمه.

• ولعلّ هناك حِكماً أخرى لا نعلمها لكن الله تعالى يعلمها.

• نحن مُوقِنون بنصر الله وهو القائل «وكانَ حقّاً علينا نصرُ المُؤمنين»، ونسأل الله تعالى أن يكون قريباً.

تعليقات

اكتب تعليقك