مبارك الدويلة: إفلاس ليبرالي كويتي

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 1475 مشاهدات 0


يبدو أن الكثير من الليبراليين في الكويت فقدوا مقدرتهم على التوازن، التوازن النفسي والتوازن الفكري، فأصبحوا يتخبطون في طرحهم لأفكارهم ورؤاهم وتفسيرهم للأحداث. فمنذ أحداث الربيع العربي، ومن ثم الثورات المضادة له، وتأييدهم بلا حياء لقمع الشعوب المنتفضة ضد الدكتاتوريات، وهم في فقدان للتوازن في طرح أفكارهم والتعبير عن مواقفهم، ولكي لا نطيل على القارئ نذكر بعض الأمثلة لبعض رموزهم في الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد.

بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الشيخ محمد الصباح، كتب أحد الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الليبرالية الكويتية، ينتقد التشكيل بحجة استمرار التحالف الحكومي الإسلامي (!)، والجميع يعلم أن هذه الحكومة بالذات خلت من أي رموز إسلامية، بل إنها ذات صبغة ليبرالية أكثر!

وعندما طُرح اسم الدكتور عبدالله الهاجري وزيراً للتربية، واعترض على هذا الترشيح النائب محمد هايف، والنائب حمد العليان، ثارت ثائرة الأقلام الليبرالية على هذا الاعتراض، واتهموا الاخوان المسلمين بالتحريض على ترشيح الكفاءات، والناس يعرفون جيداً أن النائبين الفاضلين ليس لهما علاقة بالتيار المحسوب على الاخوان، وأن أياً من رموز الاخوان لم يعترض على هذا الترشيح!

مازال بعض الليبراليين يكذب ويصدق كذبته، إذ ما زالوا يرددون أن تخلّف التعليم بسبب سيطرة التيار الديني، وبالذات «الاخونجي» - على حد زعمهم - على وزارة التربية والجامعة، وإن سألتهم: من هم الوزراء والوكلاء المحسوبون على الاخوان، الذين تعاقبوا على وزارة التربية، لبلعوا ألسنتهم، لكن القاعدة عندهم «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس».

وصل الحال ببعض الرموز الليبرالية، وبعد أن أفلسوا من تقبّل الناس لهم، الى فقدان التوازن في طرح أفكارهم، فخرجوا بفكرة دعم المثليين من باب دعم الحريات، والمطالبة بتسهيل درب العلاقات غير المشروعة والمحرّمة، كحال الذي طالب بالسماح للرجل بالمبيت مع امرأة لا يرتبط بها برباط الشرعية.

هذا الإفلاس الفكري جعل الناس تبتعد عنهم، لذلك أمر طبيعي أن ينفض الناس من حولهم، ويأتي مجلس أمة خالياً من رموزهم، لأن المجلس يعبّر عن توجهات الناس في الكويت، التي يتميز معظم أهلها بأنهم محافظون ومتدينون.

اليوم، خصوم الاخوان، ومنهم بعض الرموز الليبرالية، يرون أن كل مشاكل البلد بسبب الاخوان، حتى قال بعضهم إن خراب الشوارع بسبب بعض مسؤولي وزارة الأشغال المحسوبين على الاخوان!

كل ما ذكرنا يهون، إلا أن الفجور في الخصومة وصل عند البعض الى المطالبة بحل جمعية الاصلاح، وقمع التيار الاسلامي، بحجة التآمر على مصالح البلاد، وإنهاء وجوده اقتداءً بما يحدث في بعض دول المنطقة، ومع هذا يدّعون زوراً وبهتاناً انهم حماة الحريات ودعاة الديموقراطية.

الليبرالية الكويتية أفلست، لأن الناس كشفوا زيف أفكارهم وكذب ادعاءاتهم، لذلك لفظتهم صناديق الانتخابات. وفي المقابل، فمع حجم الدعاية ضد التيار الإسلامي وتشويهه في كل شاردة وواردة، إلا ان الناس يعرفون جيداً صدق طرحهم وصفاء معدنهم.

تعليقات

اكتب تعليقك