مبارك الدويلة: يخربون بيوتهم بأيديهم

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 3332 مشاهدات 0


لن أُرسل نصائح جديدة لرئيس الوزراء المكلف، فقد جاءته النصائح من كل مكان، وهو لديه من الخبرة ما يعينه على تلمس طريق المستقبل والاستفادة من أخطاء الماضي.

لكنني اليوم أحمل في قلبي شعوراً بالخوف على بلدي الصغير من أن يدمره أبناؤه. تخيل أننا ألغينا من حسبتنا %9 من سكان الكويت، وهم عدد البدون المتواجدين بيننا منذ عشرات السنين، ثم ألغينا من حسبتنا %20 من سكان الكويت وهم عدد المزدوجين الذين يحملون جوازات وجنسيات دول أخرى كالسعودية وأميركا وايران وغيرها، ثم جئنا للمتبقين وعددهم حوالي ٧٠ ٪ وقلنا لنصفهم تقريباً أنتم استريحوا فلم تعودوا مواطنين من الدرجة الاولى وأصبح ولاءؤكم مشكوكا فيه لذلك اعذرونا ان سحبنا منكم صلاحية المشاركة في بناء الوطن ومنعناكم من الانتخاب والترشيح بل وحرمنا أبناءكم من تولي المناصب القيادية والوظائف ذات الطبيعة الخاصة!

تخيلوا معي كيف يكون مجتمع محروما من عطاء أكثر من نصف أبنائه؟

خلصنا من البدون، وحرمناهم من العيش الكريم، ومنعناهم من الكسب الحلال، وزرعنا في قلوبهم غصة تجاه الوطن وأهله، ثم التفتنا على المزدوجين، وبدلاً من تخييرهم بين جناسيهم وجناسي البلدان التي يحملونها، كما هو صريح القانون، نطالب بسحب الجنسية الكويتية منهم دون اعتبار لما ستؤول اليه أحوالهم بعد ذلك. وأخيراً بدأ بعضنا يأكل في بعض، فبدأنا نسمع بمطالبات باعادة تقسيم المجتمع الى طبقات وفرز الكويتيين الى كويتي ولد بطنها وكويتي لفو؟! واليوم نسمع مع الاسف من يدعو الى حرمان نصف المجتمع من حق الانتخاب والترشيح والتشكيك في ولاء أبناء البلد الذين ولدوا لآباء كويتيين.

وليت الامر وقف عند هذا الحد، بل الطامة الكبرى التي ستقضي على ما تبقى من أركان هذا المجتمع الهش وهي المطالبة بألا يكون للكويتي بالتجنس أي فرصة في تولي المناصب القيادية كوكيل مساعد او وكيل وزارة مهما كانت كفاءته وخبرته، بل وصل الأمر الى المطالبة بحرمانهم من بعض الوظائف كوكيل نيابة وغيرها!

السؤال اللي يطرح نفسه، وين بتوصلون هالديرة؟!

مجتمع صغير، محتاج تكاتف كل فئاته، وكل طاقة متوفرة لبنائه، نأتي اليه لنهدم أركانه بأيدينا ونزعزع وجوده واستقراره، ونطعن في ولاء من ولدوا على أرضه ولم يعرفوا وطناً غيره.

أعطوا البدون العيش الكريم، ومن ثبت لديك أنه ليس من البدون سلم مستنداتك للمحكمة تفصل فيه..

والمزدوج خيروه بين الجنسية الكويتية او الجواز الأميركي الذي يحمله او غيره، وهو يختار ما يشاء بعد ذلك.

والمتجنس كويتي بالقانون والدستور، وحرمانه من بعض حقوقه هو حرمان للبلد من كفاءات أبنائها وقدراتهم.

ارحموا الكويت، واتركوا العنصرية البغيضة، وكفاية تشرذم.

قال صفوا صفين، قال كلنا اثنين!

تعليقات

اكتب تعليقك