د.تركي العازمي: إلى... رئيس مجلس الوزراء!

في عام 2009، كتبت مقالاً لسمو رئيس مجلس الوزراء آنذاك، ومن بعدها لم أجد أيّ تحرك إيجابي وبات معظم مَن يكتب من حرقة أشبه بمن يخط حروفه على رمال الشاطئ سرعان ما تختفي.

الآن، وبعد تعيين الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، استبشرت كما استبشر الكثير من أبناء هذا الوطن بخبر تعيينه سائلاً المولى عز شأنه أن يهبه البطانة الصالحة من وزراء وقياديين تعي أهمية المنصب من رؤية وضرورة توافر الخبرة التنفيذية وحسن السيرة والسلوك وصفة اتخاذ القرار.

الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، متخصص في مجال الاقتصاد وهذا هو المدخل لمقالنا الذي نتمنى أن يُقرأ بعناية.

الكويت وقّعت في عام 2015، على أهداف الأمم المتحدة الـ 17، ومن أهم أهدافها الرأسمال البشري، والتنمية البشرية (المحرك الأساسي للرأسمال البشري) تعتبر الركن الأساس في سوق العمل والمبني عليه الاقتصاد في أي دولة في العالم... ومعلوم أن معظم الحروب تحركها دوافع اقتصادية.

ولنأخذ هذا التقديم لنتطرق للآتي:

ـ نحتاج لرؤية جديدة تصاغ من قِبل قياديين ملمين بعلم القيادة والإدارة الإستراتيجية.

ـ الدولة بحاجة إلى إعادة هيكلة كاملة بدءاً من ديوان الخدمة المدنية وقانونها 15 لسنة 1979... وتوفير وزارة عمل.

ـ هناك حاجة لفصل التعليم العالي عن وزارة التربية للحصول على مخرجات تعليم أفضل حسب متطلبات سوق العمل.

ـ نحتاج إلى رعاية صحية متميزة عبر عقود شراكة إستراتيجية مع أفضل المراكز الطبية العالمية لإدارة وتشغيل مستشفياتنا وبالأخص التخصصية (التشخيصية).

ـ نحتاج إلى وزارة اقتصاد واستثمار لخلق شراكات إستراتيجية لتنفيذ مشاريع الإسكان، الطرق، المدن الاقتصادية، السكة الحديد والمترو وغيرها من منظور اقتصادي واستثماري وأمني، ومن شأنها توفير مصدر مدر يفوق مصدر النفط المعتمدين عليه.

ـ نحتاج إلى اهتمام بمستوى القياديين وطريقة تعيينهم فهم إن صلحوا صلحت منظومة التنمية البشرية، إضافة إلى توفير بنك الخبرات من خيرة أهل الخبرة الفعلية المتميزة من المتقاعدين كما هو معمول به في اليابان.

ـ العنصر البشري (المواطن) يستحق الاهتمام به من جانب المستوى المعيشي ومستوى الخدمات المقدمة له سواء من القطاع العام أو الخاص.

ولتكن البداية من الابتعاد عن نهج المحاصصة والمحسوبية والواسطة، والاستعجال بالحكومة الرقمية كونها المدخل إلى الإصلاح الذي نأمل تحقيقه، فالحاجة تشير إلى أننا نفتقر إلى صناع قرارات جريئة تبدأ من محاسبة الفاسدين وسراق المال العام وهذا أساسه حسن اختيار القياديين.

الزبدة:

يقول أمير الكويت والد رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح السالم، رحمة الله عليه، بيتي شعر يرددهما أهل الكويت:

أنا وشعبي كلبونا جماعة

الدين واحد والهدف أخدم الشعب

لا ضاق صدر الشعب ما استر ساعة

أضيق من ضيقه واستر لا حب

و... الشعب «منغث» من تفشي الفساد والواسطة والبيروقراطية وضيق العيش وارتفاع الأسعار ولا عزاء لأهل الشرف.

نتأمل الخير في المقبل من الأيام إن شاء الله... الله المستعان.