عبدالعزيز الكندري: الكويت تبكي... نواف الخير

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الكندري 991 مشاهدات 0


يرحل الكبار فتبقى أعمالهم شاهدة على عظمتهم وقدرهم ومكانتهم الرفيعة، أحب أهل الكويت المغفور له صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، قبل أن يكون أميراً للبلاد، لما عرف عنه من صفات تواتر الناس على ذكرها مثل الزهد والتواضع والعمل الصالح والابتسامة الدائمة ، ومساعدة الفقراء والمحتاجين داخل وخارج الكويت، وأغلب بيوت الكويت تجد أحد أفرادها لديه صورة شخصية معه خاصة الأطفال الصغار، كانوا يسارعون بعد الصلاة لالتقاط صورة معه... لذلك أحبهم وأحبوه.

وكان سموه أحد رجالات الكويت المخلصين الأمناء، الذين ساهموا في بناء الدولة الحديثة، وخدموا البلاد بكل إخلاص في العديد من المحافل والمناصب حيث تقلد مناصب عدة في حياته فكان في منصب المحافظ، ثم نيابة رئاسة الحرس الوطني، وفي وزارات الشؤون والدفاع والداخلية، بعد ذلك اختير لولاية العهد لأمير الإنسانية الراحل الشيخ صباح الأحمد...

في عهده وقفت الكويت إلى جانب القضايا العربية والإسلامية، خاصة الدعم اللامحدود للقضية الفلسطينية والحرب الدائرة في قطاع غزة من قبل الصهاينة، وحرص كل الحرص على أن تصل المساعدات لهم والأموال لمستحقيها من الفقراء والمحتاجين خاصة من الأيتام.

وتميز كونه قائداً حكيماً ورمزاً للتطور، وساهم بفعالية في تحقيق نهضة وإنجازات، حققت للكويت مكانة مرموقة على الساحة الإقليمية والدولية. كان سموه رمزاً للقيادة الحكيمة والعطاء الإنساني، حيث له دور كبير في دعم الأعمال الخيرية والإنسانية.

وعلى مدى عقود ترك الفقيد بصمات قوية وأثراً عميقاً في قلوب أبناء شعبه، وفي فترة حكمه القصيرة، قاد البلاد بخطوات اصلاحية كبيرة، حيث برزت جهوده في تعزيز التقدم والرخاء، كان حاكماً عابداً، ذا خلق وأخلاق عالية، تجلى في سياسته العفوية والتسامحية.

ولقب بأمير العفو بعد أن أصدر مجموعة من مراسيم العفو التي طالت العشرات ومن أجل تحقيق مصالحة وطنية شاملة في البلاد، حيث عاد إلى البلاد الذين كانوا قد غادروا البلاد قبل سنوات وموجهة إليهم تهم قضائية مختلفة.

وعلى المستوى الداخلي فإن سنوات حكمه كانت حازمة في مواجهة الفساد والمفسدين، والتي ظهرت من خلال صدور عدد من الأحكام النهائية في عدد من القضايا. إضافة إلى توافق بين السلطة التنفيذية والتشريعية بشكل غير مسبوق.

واختار للكويت عضده الأمين ليكون خير خلف لخير سلف صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وأعانه لتستمر مسيرة الإصلاح والتنمية تحت ظل أسرة آل الصباح الكرام ومبايعة شعبه الكويتي الوفي لبلاده.

برحيل المغفور له صاحب السمو فقدت الكويت أحد قادتها المخلصين، وقائداً حكيماً وأميراً للعفو وسيذكره التاريخ بمواقف واثقة وثابتة في نصرة قضايا أمته.

اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.

تعليقات

اكتب تعليقك