د.موضي الحمود: صبيحة يوم أمس

مع صبيحة يوم أمس أبَّن مجلس الأمة فقيد الكويت وأميرها الراحل والقريب من قلوب أفراد شعبه المغفور له - بإذن الله - الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته... تذكّر الشعب فضائله وخصاله العديدة من زهد وورع وتواضع وقلب رحيم قَل أن تجدها في حاكم في هذا الزمن... وفي القاعة نفسها أدى حاكم الكويت السابع عشر صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - قَسَم الحكم.

رايةٌ سلَّمها الفقيد الراحل وتسلمها أميرنا الحالي مستكملاً بإذن الله وعونه مسيرة خيرة خطّها أسلافه وتشرَّبها سموه واتخذها نهجاً منذ أن كان ولياً للعهد حريصاً وحافظاً لإرث توارثته أجيال الكويت المتعاقبة حكاماً وشعباً مما صان هذا الوطن وعمل على استقراره ودعم مكانته المتميزة بين الدول.. منظراً مهيباً لامس قلوب الكويتيين الذين آلمهم فَقْدَ أميرهم الزاهد ولكن ملأهم فخراً ما شاهدوه وتابعوه من مراسم توافد وفود الدول شرقها وغربها للعزاء تجسيداً لما تحظى به الكويت من مكانة بين الدول لمسيرتها السياسية الرصينة ونهجها الديموقراطي المشهود وحملها لراية السلام والخير على مدار السنوات مع تعاقب حكامها وحكوماتها ومع نشاط شعبها في مجالات الخير والعطاء.

ما شهِده المجلس في الأمس من بيعة وقسم للأمير هي في واقع الحال إعمال لمسؤولية عظيمة نسأل الله أن يعينه على حملها وهي كذلك مسؤولية مشتركة بين الحاكم والشعب لذا أتى الخطاب الأميري موجهاً للحكومة القادمة ولممثلي الشعب ومبيناً دقة الظروف العالمية المحيطة والتي تزداد صعوبة وتحدياً.. بأن يأخذوا متطلبات المستقبل والاستعداد له بمحملِ الجد والعمل بعيداً عن المكاسب الشخصية والاقتراحات الشعبوية التي تزيد من رصيد بعض النواب ولكنها قد تُعطل مسيرة الوطن وتُغفِل حقوق أجياله وأحوال ميزانيته التي تزداد صعوبة وعجزاً.

قائمة الاستحقاقات تطول وسجل المسؤوليات تتعدد قضاياه، تتصدرها الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وضمان وحدته الوطنية وتنقية نسيجه من أي عناصر تداخلت فيه بغير حق في غفلة من الزمن وتعدٍّ على القانون وكذلك وضع متطلبات نمائه وتطوير خدمات مواطنيه موضع الجد دون مساومة أو تسويف ومن أهمها كذلك تطبيق القوانين بحزم ودون تراخٍ أو تعسف.. ذلك كله يجب أن يتم في إطار احترام حدود السلطتين التنفيذية والتشريعية مع الحرص على تعاونهما دون تغول سلطة على أخرى.

أوضح سموه نهجه القادم وحرصه على مكانة الوطن ونرجو من الله أن تكون عزيمة الجميع حكومة ومجلساً على قدر ما تطمح به الكويت ويستهدفه أميرها.

نسأل الله التوفيق والسداد لوطننا الغالي.. وحفظ الله الكويت.