القس جوزيف ايليا: لهذا سوف أحيا

فن وثقافة

الآن 2084 مشاهدات 1


"ولمن   نما   شوكٌ   بأرضِ  حياتِهِ
أمضي   فيصبحُ   عن  أذاهُ  نائيا"

احتواءُ من تعرّض ل "شوك" المعاناة والمضيّ نحو إصلاح "أرض" حياته  ، هو تصرف إنساني نبيل  ينقذ الإنسان من معاناته، ليتلافي الحزن، وجميل جدا الشطر الأول لهذا البيت"شوك بأرض حياته.

قصيدة رائعة  بفكرتها وتنوع دلالاتها ،ومليئة بالصور الإنسانية الداعية إلى الإيثار  والتواضع ونكران الذات للشاعر السوري  القدير  القس جوزيف موسى إيليا ..
ومصافحة أولى لقصائده المحتشدة بالتسامح والسلام:

للظّامئِ   المُنهارِ    أسكبُ   مائيا
وعلى  الّذي  يَعرى   أمدُّ  غطائيا

ولمُشتكٍ    حزنًا    وقهرًا     إنّني
أشدو  بما يُنسي  الكروبَ  غنائيا

ولمن  غزاهُ  السُّقْمُ   هادًّا  جسمَهُ
أسقيهِ    حتّى   لا  يخورَ  دوائيا

وأنا  إلى الجوعانِ  أجري مسرعًا
فأبوسُهُ    ولهُ    أصبُّ     غذائيا

ولتائهٍ          تغتالُهُ         أفكارُه
وتُريهِ   ما يُشقي   أُعيدُ    ندائيا

ولشاعرٍ    ساءتْ    قوافيهِ     أنا
أحنو    عليهِ      واهبًا     إنشائيا

ولمن   نما   شوكٌ   بأرضِ  حياتِهِ
أمضي   فيصبحُ   عن  أذاهُ  نائيا

ولكارهٍ    قمرَ    الضّياءِ     أقودُهُ
للضّوءِ    تعشقُ   عينُهُ   أضوائيا

ولناشرٍ     قُبْحًا      يشوِّهُ    جنّةً
إنّي    أُريهِ    كي   يكُفَّ    بهائيا

ولمن   جرى  دمُهُ    وهُيّئَ  قبرُهُ
أعطيهِ   إنْ   زادَ  النّزيفُ  دمائيا

يا أيّها  المسحوقُ  لا ترفضْ يديْ
وتعالَ    نحوي     سامعًا   أنبائيا

خضتُ الصّحارى  لمْ أهبْ حيّاتِها
ورفعتُ  فوق  ربى الودادِ  لوائيا

ومسحتُ عن خطواتِ رجْليْ طينَها
وعلى  جبالِ  الفجرِ   شِدتُ بنائيا

قلتُ :  الحياةُ قصيدتي  سأقولُها
عندَ  الضُّحى  وبها  أَزينُ  مسائيا

ما أعذبَ  الأفواهَ  تنطِقُ  أحرفي
والدّهرُ  يحضنُ   باسمًا   أشيائيا

إنّي   تركتُ    خمائليْ   مفتوحةً
يرتادُ     كلُّ     معذَّبٍ     أجوائيا

والنّارُ   لن  تكويْ  أصابعَ  راحتي
وزوابعٌ     ليست     تزيدُ   عنائيا

فلقد هجرتُ كهوفَ خيباتي وقد
ودّعتُ    قبْوَ   كوارثي    وبكائيا

الأرضُ ليْ  وجميعُ ما أحببتُ ليْ
وغدًا  سأدخلُ   كالملاكِ   سمائيا

طفلًا ظلِلتُ وكالحَمامِ سلكتُ في
دُنيايَ   صُنتُ  من  الغبارِ  ردائيا

وأنا   لهذا    سوف  أحيا   خالدًا
أنمو   ولا   شيءٌ     يهُزُّ    بقائيا

ومعي   تعيشُ   بلابلٌ     وزنابقٌ
وبوجهِ  ما يُدمي   سأُطلِقُ  لائيا

تعليقات

  1. تحليل رائع وفريد جال في أروقة القصيدة فأخرج مكنوناتها ولآلئها وما حوته نفس الشاعر الأبية المتدفقة وما شفته روح الشاعر الطاهرة أضاءت كقبس من النور في شوارع الحقيقة سوف أحيا عنوان بليغ يشف عما رسخ في روح الشاعر وكأنه يقول: بالفعل سوف تحيا الروح فينا ، رغم هدم الجسد ورغم وأد الإنسانية أنت بالروح لا بالجسم إنسان شَجرةٌ الزَيتونِ __________ يا شَجرةُ الزيتونِ في عُمقِ الزمن هَواكِ فينا لا يهون هل للفؤادِ لغير حُبكِ جَنةٌ..؟ هل للوفاءِ لغيرِ حُبك ما يكون..؟ وهل لغيرِ عُيونكِ تهوى العيون..؟ نحنُ الحياة ووردها نحن الفنون نحن العلوم وذخرها نحن الغصون انتم جناة بلا وطن أنتم جنون د\صلاح علامة

اكتب تعليقك