السفير سميح جوهر حيات: التعاون الكويتي - الكوري إستراتيجي وتاريخي

محليات وبرلمان

العلاقات الاقتصادية بين البلدين بدأت قبل السياسية

419 مشاهدات 0


وصف مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا السفير سميح جوهر حيات، العلاقات الكويتية - الكورية الجنوبية بـ«الاستراتيجية والتاريخيـــــة»، مؤكدا أن الكويت الدولة الثالثة في تصدير النفط إلى كوريا منذ عام 1964، لافتا إلى أن «العلاقات الاقتصادية بين البلدين قد بدأت قبل العلاقات السياسية».

وكشف حيات - في تصريحات صحافية على هامش مشاركته في حفل الاستقبال الذي أقامته سفارة كوريا الجنوبية بمناسبة «يوم التأسيس» و«يوم القوات المسلحة بحضور حشد كبير من السفراء والديبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى البلاد، بالإضافة إلى حشد كبير من المواطنين وأبناء الجالية الكورية - عن أننا سنشهد قريبا مرة أخرى لقاءات وزيارات رفيعة المستوى بين البلدين»، مشيرا إلى أنه «وعلى هامش حضور سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد حفل افتتاح دولة الألعاب الآسيوية في مدينة هانغتشو الصينية، التقى مع رئيس الوزراء الكوري الجنوبي وتم الاتفاق على خطوات إيجابية في المستقبل تتعلق بتوسيع علاقاتنا ونقلها الى آفاق أرحب».

من جانبه، أكد ممثل رئيس هيئة الأركان العامة للجيش، مدير التعليم المشترك بالجيش العميد الركن فيصل دشتي، قوة ومتانة العلاقة ما بين القوات المسلحة الكويتية والجيش الكوري، مضيفا أنه تم إجراء دورات متبادلة على مستوى القيادة والأركان.

وعما إذا كان هناك أي توجه للتعاون مع الجانب الكوري في مجال التسليح، قال دشتي: «في المنظومات العسكرية، توجد لجان مختصة، دورها أن ترى ما هو المناسب لقواتها، سواء على المستوى الإقليمي والتهديدات الخارجية الموجودة، أو ما هي مرحلة بناء المنظومات الموجودة في الجيش، وهذه اللجان المختصة الفنية تنظر الى هذه الطلبات وفق آلية محددة».

وعن استعدادات الجيش الكويتي في ظل الوضع الراهن، قال مدير التعليم المشترك بالجيش: «لدينا توجيهات واضحة من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان العامة، بالنسبة للوضع في المنطقة، والجيش الكويتي دائما على أهبة الاستعداد من خلال منظومات متكاملة ومتوافقة تحقق الرؤية المطلوبة على مستوى الكويت، وبناء على تقديرات القيادة السياسية».

وبالنسبة للحـــــدود الشمالية، أوضح أنها «دائما عملية متوافقة فيها منظومة نتعامل من خلالها وفق أطر الاتفاقيات الدولية المرسومة ما بيننا وبين دول الجوار».

بدوره، قال السفير الكوري الجنوبي لدى البلاد تشانغ بيونغ ها، ان «تاريخ تأسيس العلاقات الديبلوماسية الكورية - الكويتية يعود إلى عام 1979، والكويت هي الدولة الأولى التي استوردت منها كوريا النفط الخام، وكان ذلك في عام 1964. لذا، سيصادف العام المقبل الذكرى الستين لتعاوننا الثنائي في مجال الطاقة»، لافتا إلى أنه «من خلال هذا التسلسل الزمني البسيط، من المثير للاهتمام معرفة أن الاقتصاد جاء أولا، ثم تلته الديبلوماسية، ولكن منذ ذلك الحين، قام بلدانا بتطوير علاقات شاملة ومتعددة الأبعاد أصبحت بالفعل استراتيجية على أرض الواقع».

وأوضح تشانغ أن «حجم التجارة بين بلدينا بلغ نحو 13 مليار دولار العام الماضي، ما يعني أن الكويت هي سادس أكبر مصدر لكوريا، وعلاوة على ذلك، يتدفق 100 مليون برميل من النفط الكويتي إلى كوريا كل عام، ما يجعل الكويت ثالث أكبر مصدر للنفط إلى كوريا». وأضاف: «نحن ندعم بعضنا البعض في المحافل الدولية والقضايا الإقليمية والعالمية».

واعتبر السفير الكوري «أن الرؤى الشاملة والقيم الأساسية التي يتشاركها البلدان لها أهمية كبيرة، ولهذا السبب، أود أن أؤكد أن بلدينا يتقاسمان قيم الحرية والسلام والازدهار على أساس الثقة المتبادلة التي لا تتزعزع والشراكة القوية»، مؤكدا أنه «بعد نهوضهما من رماد الحرب، أثبتت كوريا والكويت بنجاح قوة الصمود وقوة الإرادة الجماعية من أجل حياة أفضل».

وذكر تشانغ أنه «في سبتمبر الماضي، التقى رئيس الوزراء هان داك سو وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وناقشا كيفية توسيع مجالات التعاون الثنائي، بما يضمن استمرار كوريا كشريك أساسي في تحقيق رؤية الكويت 2035».

وزاد: «وبالفعل، فقد شاركت كوريا بشكل عميق في ترجمة رؤية 2035 إلى واقع من خلال بناء العديد من البنى التحتية والاستراتيجية. ولكن الأهم من ذلك هو أن كوريا تحلم بأن تكون شريكا أساسيا للكويت بعد عام 2035».

وأوضح أنه «وللقيام بذلك، يجب علينا أن نعمل على تعميق التفاهم المتبادل بيننا، وخاصة بين الشباب، ولهذا السبب سيتم افتتاح مركز اللغة الكورية، معهد الملك سيجونغ، في جامعة الكويت الأحد المقبل. في المقابل، أعادت الكويت تشغيل برنامج تدريب اللغة العربية لطلاب الجامعات الكورية الشباب هذا العام، حيث تقدم الكويت كل عام منحا دراسية لـ 10 طلاب كوريين لتعلم اللغة العربية، وسيصبح هؤلاء الشباب جسورا قوية لربط مستقبلنا الذي يجب أن يكون مستداما»، مشيرا من ناحية أخرى إلى «تزايد عدد الكويتيين الذين يزورون كوريا، كما ان شعبية الأعمال الدرامية والأفلام الكورية تزداد في الكويت».

وكان السفير الكوري، أعرب في بيان وزعته سفارة بلاده، عن تهنئته الكويت لحصولها على عضوية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للفترة 2024 - 2026، معتبرا هذا الإنجاز «دلالة على الثقة والدعم القوي الذي حصلت عليه الحكومة الكويتية من خلال مكانتها ودورها الفاعل في المجتمع الدولي».

كما أشاد «باستمرار الكويت في لعب دور مهم في إحلال السلام في المنطقة، حيث تقدم الكويت المساعدات الإنسانية للدول المتضررة من النزاعات والكوارث بناء على مبدأ حسن الجوار»، لافتا إلى أن «الكويت مازالت مستمرة في مساهماتها الإنسانية للمجتمع الدولي».

وأوضح أن «الكويت تتمتع بإمكانات لا حصر لها وهي شريك استراتيجي تسعى إلى تحقيق مبادئها كدولة نموذجية في الامتثال للمعايير الدولية وحفظ السلام»، معتبرا أن «الكويت دولة مشرقة في منطقة الخليج العربي، لذا سنعمل معا لتحقيق السلام والازدهار والتقدم ونحو مستقبل مبني على أساس صداقة متأصلة وراسخة».

تعليقات

اكتب تعليقك