هل يلام الشاعر إن لم يعبر شعريّا عن قضايا أمّته بدعوى انتظار اللحظة؟!..

فن وثقافة

1992 مشاهدات 0


كتب رجا القحطاني

هناك أصوات تنادي بضرورة أن يكون الشاعر طائراً حرًّا يحلق في سماء حرية التعبير وأن لا يكون موجهاً أو مؤدلجاً وفقاً لتوجهات سياسية أو شعبية.
لابأس في ذلك ، لكن في الضفة الأخرى هناك من يدعو بأن يكون للشعر رسالة إنسانية وأخلاقية ، وأن يكون الشاعر وهو  أحد أفراد الأمة معبراً عن قضايا أمته ومتفاعلاً مع تداعياتها ، ذلك لايعني أن يقع الشاعر في شباك الافتعال والتكلف تحت ضغط المطالبة ، لكن ينبغي لصوت الضمير في داخله أن يوقظ حسه الإنساني تجاه آمال مجتمعه وآلامه ، وأن لا ينكفئ في "برجه العاجي،  انتظارا لاستجابة القريحة. وهل مانراه في منصات التواصل الاجتماعي وجهات النشر  من سيل كتابات شعرية ذات بعد عاطفي أوفلسفي أو ذاتي هي  صدق انفعال أم محض افتعال؟!.
وفي أيامنا هذه يواجه أهلنا في غزة مجازر مفجعة على أيدي الصهاينة المجرمين، بينما العالم بأسره يقف موقف المتفرج البغيض، فإذا لم يتحرك إحساس الشاعر العربي المسلم ليعبر عن هذا الخطب الجلل شعريّا فمتى يتحرك؟!، على الأقل ليبيّن موقفه الشخصي إزاء الحدث ، خاصة أن بعض أبناء جلدتنا ارتدى رداء الصهيونية لائماً ومرجفاً ومخذِّلا للأسف الشديد،ولعل المتابع لما ينشر  هنا في "فن وثقافة" يلاحظ  على مدى الأيام الفائتة تركيزنا على نشر القصائد والمواضيع التى تتناول الحرب الجائرة على غزة وهو إضافة إلى أنه حدث الساعة ويجب مواكبته فهو واجب أخلاقي تفرضه القيم الإنسانية فضلاً عن الأخوّة العربية التي تربطنا بأهل غزة في نطاق الالتزام بقضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين، وقد واكب الحدث شعريّا كوكبة من الشاعرات والشعراء العرب نشرنا قصائدهم ، وقصائد أخرى في طريقها إلى النشر،
أعمق التقدير للشعراء والشاعرات الذين كانوا سباقين في التعبير عن هذا الحدث الجلل  وملامسة آلام أمتهم إيماناً منهم بوجوب مناصرة المظلوم  ومناوئة الظالم وممارساته الوحشية،
وقد تشرفنا  بنشر إبداعاتهم ،
فكل الاحترام  للشاعرات  الجفول من الكويت ،وغنية سيليني من الجزائر ،وهاجر البريكي من عمان،  والشعراء مبارك شافي الهاجري من الكويت، وكريم معتوق من الإمارات ،وحسن قطوسة من فلسطين وخالد الوغلاني من تونس.

تعليقات

اكتب تعليقك