رجا القحطاني: النتن المأفون

الأدب الشعبي

5460 مشاهدات 0


"عيد بأية حال عدت يا عيدُ"
ها أمتي لم يعد  فيها صناديدُ
قصيدة الأمس!  في مدلولها نظرٌ
اليومَ لما  تنادى الفتية  الصِّيدُ
وأثقلوا  الغاصب المغرور فاجعةً
تدوم  ما دامت  الأطواد  والبيدُ
يأيها  النتن  المأفون  قافيتي
نارٌ  عليك  وإعصارٌ  وجلمودُ
ترميك في غضب الدنيا مجردةً
فلا  غموضٌ  بمعناها  وتعقيدُ
اقذف على البعد نيران الردى فزِعاً
إن تقتربْ سوف لن يرضيك مردودُ
يا مسخ هل قتلك الأطفال توصيةٌ
مشروعة  وبها  أوصاك  تلمودُ
هدد كما شئت من خلف الجدار فلن
يهمهم منك بعد اليوم  تهديدُ
كذا حياةٌ وموتٌ في تصورهم
تساويا  طالما  التهجير مقصودُ
ألمْ  يؤدبك منهم فتيةٌ  عبروا
جدار جُبنك لم ينفعك تشييدُ؟
جاؤوك يستمرؤون الموت صيحتهم
أرواحكم دون أقصاكم بها جودوا
ومزقوا  كِبرك المصنوع من ورقٍ
وفي جنودك  ساد الرعب اذ نودو
تلوك إخفاقك  الأفواهُ سخريةً
لها على جيشك المصدوم ترديدُ
يومٌ  تحول  في تاريخ   أمتنا
عليك  مندبةً  جلّى  لنا  عيدُ
أرسل جنودك وارقب سوء عاقبةٍ
حرب الشوارع تخشاها الرعاديدُ
هم حين جاؤوك نالوا منك بغيتهم
فكيف إن جئتهم والعزم  بارودُ
في  أمتي اشتد داء اليأس ينهشها
وتستبدُّ   بها   أرزاؤها   السودُ
مذ كنت طفلاً أسقَّى وهم وحدتها
وها هو  الوجه  تغزوه  التجاعيدُ
وجودنا  عدمٌ  يقتات  من عدمٍ
وإن وُجِدنا هو اللاشئ  موجودُ
نواصل الشجب والتنديد عاطفةً
جوفاء لم يُجْدها شجبٌ وتنديدُ
في مسمع الكون شكوى اليأس نزرعها
وما تدلت  من  الجدوى  عناقيدُ
يعربد الغاصب السفاح في وطنٍ
محاصر الحلم ، والعربيد عربيدُ
يا عرْبُ مثل غثاء السيل ،كثرتنا
لم  تغننا ، فانقصوا  يا عرْبُ أو  زيدوا
حكام أمتنا اعتادت ضمائرهم
كهفية النوم ماللصحو تحديدُ
إذ صوت غزةَ هل من نجدةٍ، دمهم
ماءٌ،  وأرواحهم   صمٌّ  جلاميدُ
يجتاحنا الرزء تلو الرزء من زمنٍ
فما الجديد وللإذلال تجديدُ
وما تنفس حلمٌ ملء حاضرنا
إلّا  أتى  غدنا  والحلمُ  موؤودُ
تحتاج غزةُ  منّا  اليوم ننجدها
بدمنا  إنما  الإنجاد  مفقودُ
عوناً   لأبنائها الأبطال  إذ كمنوا
من دون غزتهم والضد مرصودُ
تحتاج  غزةُ  منّا  محو  غفلتنا
يا غافلين إلى أعماقكم عودوا

تعليقات

اكتب تعليقك