عبدالعزيز الفضلي: معركة طوفان الأقصى... مكاسب أم خسائر؟
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الفضلي أكتوبر 12, 2023, 11:30 م 3971 مشاهدات 0
منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى والتي شنت فيها حركة حماس هجوماً مفاجئاً على المناطق المعروفة بغلاف غزة - براً وبحراً وجواً - وهناك سؤال يُطرَح حول جدوى هذه العملية، وهل أصابت «حماس» من خلالها أم أخطأت؟
في اعتقادي ومن خلال النتائج أنّ مكاسب العملية أكثر من خسائرها، فلقد أظهرت للعالم هشاشة جيش الكيان الصهيوني وبأنه أوهن من بيت العنكبوت، حيث ثبت فشله استخباراتياً وعسكرياً.
كما أن هذه العملية ألحقت بالعدو الصهيوني خسائر لم يتجرعها منذ 50 عاماً، إذ وصل العدد المعلن للقتلى إلى 1100 قتيل وهو قابل للزيادة.
كما تمكّنت «حماس» من أسر المئات من الإسرائيليين - بعضهم يحمل رتباً عسكرية كبيرة - ما سيساهم في رفع السقف عند تبادل الأسرى، قد يؤدي إلى إخلاء السجون الإسرائيلية من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.
كشفت لنا العملية بعض المنافقين الذين يعيشون بيننا وينتسبون زوراً إلى أمتنا، أولئك الذين دانوا العملية في الوقت الذي صمتوا فيه طويلاً عن الاعتداءات الصهيونية على المقدسات والنساء والأطفال، والحصار الظالم على أهل غزة!
فضحت هذه العملية ازدواجية المعايير والعين العوراء التي تنظر فيها أميركا والغرب للصراع الفلسطيني -الصهيوني، ففي الوقت الذي يعتبرون فيه قتل دولة الاحتلال للمدنيين نوعاً من الدفاع عن النفس، نراهم يدينون إطلاق «حماس» للصواريخ كردٍ على الاعتداءات الصهيونية ويسمّون ذلك إرهاباً!
أحيت هذه العملية روح العزة لدى الأمة، وأشاعت الفرحة لدى الشعوب العربية والإسلامية والتي رأت كيف تم تمريغ أنف الصهاينة المتغطرسين في التراب!
جدّدت العملية روح التآخي بين المسلمين، فلقد رأينا ذلك التداعي لنصرة أهل غزة على مختلف المستويات - الرسمية والشعبية - من خلال المسيرات والمهرجانات والبيانات والتبرعات والمواقف السياسية، وكانت بلادنا الكويت في طليعة ذلك بحمد الله.
في المقابل، هناك من يرى أن هذه العملية أدت إلى خسائر في الأرواح والممتلكات لدى الفلسطينيين، ونرد على هؤلاء بأنه لا يوجد شعب نال حريته إلا بعد أن قدّم التضحيات، وإخواننا في فلسطين على استعداد لتقديم الغالي والنفيس من أجل تحرير المسجد الأقصى وفلسطين.
كما أن التضحيات التي تُقدّم لن يضيع أجرها عند الله، فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار.
إنّ من المعيب أن تُصدر أميركا وبعض الدول الأوروبية بياناً مشتركاً تُعَبّر فيه عن دعمها لإسرائيل، في الوقت الذي تلتزم الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي الصمت، وتتخلّى فيه عن نصرة أهل فلسطين!
نُذكّر إخواننا المجاهدين والمرابطين هناك بقول الله تعالى:
«ولا تَهِنوا ولا تَحزنوا وأنتم الأَعلَونَ إنْ كنتم مُؤمنين».
تعليقات