طوفان الأقصى يحصد 700 إسرائيلي والاحتلال يفشل في استعادة «غلاف غزة»

عربي و دولي

تل أبيب تعلن الحرب رسميًا لأول مرة منذ 1973 ووزير الدفاع يوصي بإخلاء مستوطنات الشمال

الآن - رويترز 691 مشاهدات 0


في وقت خاض الجيش الإسرائيلي معارك لليوم الثاني على التوالي مع عناصر الفصائل الفلسطينية المسلحة، التي اقتحمت العديد من البلدات والقواعد العسكرية بالعمق الإسرائيلي في محيط قطاع غزة، أعلن مجلس الوزراء الأمني المصغر «الكابينيت» برئاسة بنيامين نتنياهو حالة الحرب رسمياً، أمس، وفقاً للمادة 40 من قانون أساس الحكومة.

وأكد نتنياهو، عقب مشاورات تقييم للأوضاع الأمنية، أجراها بحضور وزير الدفاع يوآف غالانت، وعدد من الوزراء والضباط، أن الحرب على «حماس»، المسيطرة على القطاع المحاصر، «ستكون صعبة وباهظة، لكن سننتصر فيها».

وذكر نتنياهو، في بيان منفصل، أن «المرحلة الأولى من العمليات العسكرية على وشك الانتهاء. من خلال القضاء على الغالبية العظمى من قوات العدو التي تسلّلت إلى أراضينا».

وخاطب رئيس الوزراء الإسرائيليين قائلاً: «نحن في حالة حرب». وأصدر تحذيراً شديد اللهجة لسكان غزة، وحثّهم على الإخلاء الفوري للمواقع التي توجد بها عناصر «حماس». كما تعهّد بتحويل جميع المواقع التي تعمل فيها الحركة الإسلامية والمناطق التي تستخدمها كمخابئ، إلى أنقاض.

وأضاف: «ما حدث اليوم غير مسبوق في إسرائيل، وسأحرص على عدم تكرار ذلك مرة أخرى» مؤكداً: «سنضربهم حتى النهاية المريرة، وسننتقم بالقوة لهذا اليوم الأسود الذي جلبوه على إسرائيل وشعبها».

وأفاد مكتبه بأن الإعلان الرسمي الذي يأتي في أعقاب الهجمات غير المسبوقة التي أطلقتها «حماس»، براً وبحراً وجواً، أمس الأول، يسمح باتخاذ «خطوات عسكرية بعيدة المدى».

ولفت إلى أن لجوء الدولة العبرية لهذا الإعلان يأتي للمرة الأولى منذ حرب أكتوبر 1973 عندما تعرّضت إسرائيل لهجوم على عدة جبهات من الجيش المصري ونظيره السوري.

ووسط خلافات وانتقادات من المعارضة لأداء الحكومة اليمينية المتشددة التي ألقت بدورها باللوم على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في التعامل مع الهجوم المباغت، أفادت قناة «كان» الرسمية، بأن نتنياهو تخطّى الحكومة والمجلس الوزاري السياسي والأمني، وقرر المصادقة على بند الحرب من دون إجراء مشاورات.

خسائر تاريخية

من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 700 ووصل عدد المصابين إلى 2048، منهم 20 بحالة حرجة و330 بحالة خطيرة، وكشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن تقديرات غير رسمية، تشير إلى أن نحو 750 إسرائيلياً لا يزالون في عداد المفقودين، منذ بدء العملية التي أطلقت عليها «حماس» اسم «طوفان القدس».

في موازاة ذلك، أفادت الشرطة الإسرائيلية بمقتل 60 من عناصرها وقادتها خلال الاشتباكات التي كان أبرزها في مخفر سديروت، حيث تحصّن نحو 10 مسلحين به قبل أن يتم تدميره بشكل كامل.

وجاء الارتفاع الكبير بعدد القتلى بعد العثور على مجموعة من جثث الإسرائيليين الذين أعلن عن فقدانهم في منطقة مفتوحة قرب بلدة نتيفوت خلال مشاركتهم في حفل، وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن عدد قتلى الهجوم المباغت، يعد الأكبر منذ حرب أكتوبر 73، ويقترب من عدد قتلى «حرب الأيام الستة» عام 67. وبينما هوى المؤشر الرئيسي لبورصة تل أبيب 6.7 بالمئة عند الإغلاق أمس، قدّر خبراء إسرائيليون تكلفة كل يوم من القتال بنحو مليار دولار.

وعلى الجانب الآخر، أفادت وزارة الصحة بغزة بارتفاع عدد قتلى الغارات الجوية الإسرائيلية إلى 370، بينهم 30 طفلاً، إضافة إلى إصابة نحو 2000.

قصف وإخلاء

وتزامن ذلك مع تأكيد الجيش الإسرائيلي أنه «لا تزال 8 بلدات في الجنوب تحت تهديد إرهابيي حماس»، مضيفاً أن استعادة السيطرة على الوضع لا تزال بعيدة.

ودارت طوال ليل السبت ـ الأحد، معارك مكثفة بين القوات الإسرائيلية ومئات من مقاتلي «حماس» الذين توزعوا على 22 موقعاً بعمق جنوب إسرائيل.

وأفاد المتحدث باسم الجيش، دانييل هاجاري، بمقتل 400 من مسلحي «حماس»، وبإعادة السيطرة على قرى وبلدات وتجمعات سكانية كانوا قد اقتحموها أمس الأول، لكنّه أكد أن «أمامنا أيام قاسية».

وقرر الجيش الإسرائيلي إخلاء بلدات ومدن جنوبية، على بعد 4 كيلومترات من غزة، بُغية تطهيرها واستعادة السيطرة التامة عليها.

ويواجه الجيش الإسرائيلي معضلة وجود أكثر من 100 أسير إسرائيلي جرى نقلهم الى داخل قطاع غزة، وسيكون عليه اتخاذ قرارات صعبة في حال قرر زيادة قوته النارية ضد قطاع «حماس»، وهو ما تعهّد بالقيام به بعد إخلاء المستوطنات.

وتم رصد قوافل من الدبابات المتجهة إلى الجنوب، في مؤشر إلى احتمال القيام بعملية برية يطالب بها بعض قادة الجيش وسياسيون ينتمون إلى اليمين، ويطالبون بتدمير البنية العسكرية لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي.

كوماندوز وصواريخ

في المقابل، استأنفت الفصائل قصف البلدات والمدن الإسرائيلية بعشرات الصواريخ، وتسبب قصف بـ 100 صاروخ على مدينة سديروت في إصابة 6 إسرائيليين بجراح أمس.

وأكدت كتائب القسام، (الجناح العسكري لـ «حماس»)، أنها نفذت عمليات تسلل أثناء الليل وفجر الأحد، لعدد من مواقع الاشتباكات داخل إسرائيل لإمداد مقاتليها بالقوات والعتاد.

وذكرت «القسّام» أنّ «سلاح الجو» شارك بـ 35 مسيّرة انتحارية و5 زوارق محمّلة بمقاتلي «الكوماندوز» في اللحظات الأولى من «طوفان الأقصى».

كما تحدثت «سرايا القدس»، التابعة لـ «الجهاد»، عن عمليات نوعية في عدة مواقع عسكرية إسرائيلية، وقالت إنها قتلت رئيس وحدة النخبة الإسرائيلية، المعروفة باسم وحدة «الشبح»، العقيد روي ليفي.

وفي وقت حذّرت قوى الأمن من وقوع هجمات داخل المدن الإسرائيلية البعيدة عن القطاع، أفادت تقارير بمقتل 15 إسرائيلياً بعد تسلّل عناصر فلسطينية إلى جنوب عسقلان.

مساعدة أميركية

في هذه الأثناء، وصف وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عملية طوفان الأقصى، بالهجوم الأصعب منذ عام 1973.

وأشار بلينكن إلى أن الدولة العبرية طلبت مساعدة عسكرية من واشنطن، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تستعد لتقديم معدات عسكرية تشمل صواريخ وتجهيزات لمنظومة الدفاع الجوي (القبة الحديدية). وتحدّث الوزير عن احتمال سقوط قتلى أميركيين ووجود رهائن أميركيين لدى الفصائل الفلسطينية.

تعليقات

اكتب تعليقك